khomeini - 89شباط 1917 ٬ في غمرة الحرب العالمية الأولى نشبت في روسيا ثورة تمخضت عن اسقاط القيصر وانشاء جمهورية برجوازية ‒ ديمقراطية . وقبل خلع القيصر دعا البلاشفة تحت قيادة لنين العمال والفلاحين المجندين الى نوجيه البنادق الى الوراء واسقاط الحكومات التي ترسلهم الى المجازر . الا ان معظم الاشتراكيين في سائر أوروبا وقفوا الى جانب حكوماتهم الامبريالية ودعموا مجهود بلدانهم الحربي بشعار “دفاعا عن الوطن” أو “دفاعا عن الديمقراطية” .

وبعد خلع القيصر التحق كثير من الاشتراكيين الروس بمعسكر المؤيدين للمجهود الحربي الروسي وبدلوا الشعار القديم “دفاعا عن الوطن” بآخر جديد “حماية الثورة” . لكن أكثر الاشتراكيين البلاشفة لم ينخدعوا واستمروا يفكرون ويقولون جهرا الا مصلحة للعمال والفلاحيان في روسيا في الدفاع عن الثورة التي أوصلت أعدائهم الطبقيين ٬ أي البرجوازية ٬ الى السلطة . لقد واصل البلاشفة الكفاح ضد الحرب ومن أجل ثورة أخرى ٬ اشتراكية .

ان ثورة شباط الروسية التي وقف البلاشفة ضد الدفاع عنها ٬ وبحق ٬ أوصلت الى السلطة في روسيا قيادة متنورة وتقدمية الى درجة لا مجال للتشابه بينها وبين الحكومات الحاكمة اليوم في ايران أو العراق . وعلى الرغم من ذلك يوجد اليوم كثير من الشيوعيين والاشتراكيين ممن يزعمون انهم “لنينيين” ٬ وترى فريقا منهم ينتصر ل”مكاسب الثورة الاسلامية” في ايران وفريقا يقف دفاعا عن “مكاسب الثورة البعثية” في العراق !!

لا شك في ان شعار البلاشفة من سنة 1917 يصلح أيضا للحرب الايرانية العراقية . ليس للعمال والفلاحين المجندين على جانبي الجبهة مصلحة في الاقتتال . وليست لهم مصلحة أية مصلحة في الدفاع عن “الثورة” التي أوصلت مستغليهم ومضطهديهم الى الحكم .

فأعدائهم الحقيقيون ليسوا موجودين في الخنادق أمامهم . أعدائهم الحقيقيون هم الذين يزجون بهم في المجازر باسم القومية (“لتحرير الأراضي العربية”) أو باسم الدين (“للذود عن الاسلام”) . أعدائهم الحقيقيون أولئك الذين يقمعون تنظيمات العمال واليسار باسم “وحدة الصف” ٬ أعدائهم الحقيقيون هم الذين يضطهدون الأقليات القومية باسم “وحدة الوطن” ٬ أعدائهم الحقيقيون هم جزارو بغداد وطهران الذين يعدمون كل من لا يلتزم بقواعدهم واطرهم من شيوعيين وأكراد ٬ بغايا ولوطيين .

وعليه فان الشعار الثوري الوحيد الذي يتوجب رفعه اليوم في ايران والعراق هو الشعار البلشفي القديم : أيها الجنود عمالا وفلاحين ٬ سددوا بنادقكم الى الوراء ! حولوا الحرب الى حرب أهلية ! تسقط الحرب ! عاش التضامن الأممي ٬ عاشت الثورة الاشتراكية !

وان صحّ الشعار وصلح بالنسبة للعرب والايرانيين المقتتلين ٬ فكم بالحرى أن يصح ويصلح للأكراد على جانبي الحدود الايرانية ‒ العراقية ٬ خاصة لمن يؤمن منهم بان جزاء ولائهم للحكومة الايرانية أو العراقية في الأوقات العصيبة سوف ينالون “بعض الحقوق” عندما تضع الحرب أوزارها .

ان الحرب الدائرة بين نظامي الاستغلال والاضطهاد في ايران والعراق هي فرصة لا تثمن امام المستغلين والمضطهدين ٬ العمال والفلاحين ٬ النساء والأقليات القومية والدينية كي يعملوا سوية للتحرّر من نير الاستغلال والاضطهاد .

ان الذين يستحقون تضامن ثوريي العالم هم المستغلين والمضطهدين في ايران والعراق ٬ وليس أنظمة استغلالهم واضطهادهم !