بعد أكثر من ثلاثين عاما من الاضطهاد القومي والتمييز العنصري الذي مارسه وما زال يمارسه النظام الصهيوني ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني داخل اسرائيل ٬ كان من المحتم ٬ وأصبح الآن حقيقة واقعية ٬ ان يصل نضال الفلسطينيين في اسرائيل هذه المرحلة من التنظيم الوطني على صعيد قطري للنضال ضد النظام القائم فكرا وممارسة .
ان حق وواجب أبناء الشعب الفلسطيني في اسرائيل النضال ضد الاضطهاد القومي والتفرقة العنصرية . وهم الذين يقررون بالتالي أشكال نضالهم القومي والديمقراطي وطرقه ومضامينه ٬ وهم الذين يقررون كذلك من هم شركائهم في هذا النضال .
الحقيقة ان محاولة تنظيم الجماهير العربية قوميا في اسرائيل هي حدث ذو مدلول تأريخي سيكون له ما بعده ٬ وحظي بعطف الجماهير الفلسطينية وتعاطفها الواسع لأنه قد جاء معبرا عن أمانيهم الوطنية ٬ وذلك رغم تحفظ الكثيرين من أساليب تنظيم المؤتمر وتخوفهم من تحويله الى خدعة انتخابية في أيدي منظميه .
وهنا لا بد من التساؤل : هل أتيح لهذه الجماهير المشاركة الفعالة والمباشرة في التحضير لمؤتمرها “مؤتمر الجماهير العربية” وانتخاب ممثليها اليه ؟ الجواب معروف للجميع !
ان المشاركة الديمقراطية المباشرة والفعالة للجماهير لم تكن ضرورة فحسب للاعداد للمؤتمر ووضع قراراته ٬ وانما كانت ضرورة قصوى للدفاع عنه .
ان قادة [الحزب الشيوعي] ركاح الذين اعدوا وحضروا للمؤتمر المحظور يدركون أهمية كل ذلك ٬ الا انهم لم يسلكوا السبيل الديمقراطي ٬ ليش ؟ هل مهمة اجراء انتخابات ممثلين عن الجماهير العربية الى مؤتمرها هي أمر شاق أو مستحيل الى درجة ابطالها ؟ أم ان قادة ركاح يخشون نتائج مثل هذه الانتخابات التي قد تؤدي الى صعود قوى سياسية جديدة وتقويض احتكارهم لنضال الجماهير العربية ؟
*
وكنا قد أصدرنا البيان التالي في 29/11/1980 ٬ قبل اصدار السلطات الصهيونية قرارها بمنع المؤتمر ٬ ونشرناه بالعبرية في صحيفة “هآرتس” (“הארץ”) بتأريخ 2/12/1980 .
ارفعوا أيديكم عن المؤتمر الوطني الفلسطيني في اسرائيل . الناصرة ٬ كانون أول 1980
ان تنظيم الجماهير الفلسطينية على نطاق قطري في اسرائيل يلقي الرعب في قلوب بغين وشارون وشركائهم . لأنه هذا هو ردّ الفلسطينيين على الاضطهاد المتواصل بقيادة حكومات اسرائيل منذ عام 1948 والى اليوم .
فالعرب الفلسطينيين يعانون من الاضطهاد القومي الذي ينفي حقوقهم جماعة ومن العنصرية التي تفرق ضدهم أفرادا .
وهذا هو السبب الحقيقي لاقامة مؤتمر الناصرة الذي يهدف الى تنظيم نضال مكشوف وجماهيري ضد الاضطهاد القومي وضد العنصرية .
في وسع الحكومة الاسرائيلية استخدام العصي والغاز ضد المشتركين في المؤتمر ٬ وأكثر من ذلك في وسعها اطلاق النار ! كما أثبتت أحداث يوم الأرض الأول وكما تثبت الأحداث اليومية الجارية في رام الله ونابلس في بيت لحم والقدس .
لكن هنالك شيء واحد تعجز هذه الحكومة عن نيله وهو اخضاع الجماهير الفلسطينية وحملها على القبول بخطة اسرائيلية ‒ مصرية ‒ أمريكية من الطراز “الأوتونومي” .
ان أنصار الحرية والسلام ٬ ونحن في عدادهم ٬ يقفون دفاعا عن مؤتمر الناصرة .
- من أجل مستقبل سلام !
- من أجل المساواة بين شعبي البلاد !
- من أجل العيش المشترك بين اليهود الاسرائيليين والعرب الفلسطينيين على أساس احترام الحقوق الانسانية والقومية لأبناء الشعبين !
مركز المنظمة الاشتراكية في اسرائيل ‒ متسبين
في 29 تشرين ثاني 1980