لقد دأب الحزب الشيوعي الاسرائيلي (ركاح) خلال سنوات أن يقترح علينا شرطا شبه مقدس لا يمكن تجاوزه في سبيل أي تعاون معه قبول قرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر في 22 تشرين الثاني 1967 , ولم يصر الحزب على مجرد موافقة , بل طلب توقيعا رسميا صريحا , وكما هو معلوم , نحن عارضنا ذلك .

عارضنا قرار مجلس الأمن في الحوار الداخلي وفي مباحثات التعاون المضنية , في الندوات البيتية والمحاضرات المفتوحة , من على صفحات مجلتنا “متسبين” وفي منشوراتنا .

وأصررنا في معارضتنا أيضا في الوقت الذي جرّ علينا هذا العناد العزلة والتنديد . وذلك لسبب بسيط وهو أن هذا القرار لا يؤيد تجسيد حقوق أبناء الشعب العربي الفلسطيني الانسانية والقومية . ولم يرد للشعب الفلسطيني ذكر في ذلك القرار الذي أصبح علما وراية بيدي ركاح . . .

والنهاية معروفة : لقد نفق القرار 242 وطرحت جثته في مزابل السياسة الدولية وديبلوماسية الدول العظمى .

الآن بات الحزب الشيوعي في حاجة الى حجج أخرى لاحباط التعاون معنا . وبنفس الأسلوب يتصرف كثير من الصهاينة “اليساريين” (أمثال “شيلي” مثلا) وذلك للحيلولة مسبقا دون أي تعاون مع أناس مثلنا , الملتزمين بالاشتراكية الثورية ومناضلين ضد الصهيونية . انهم يضعون أمامنا شرطا مقدسا لا يمكن تجاوزه من أجل أي تعاون وهو القبول بمبدأ “دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل” (أو باختصار : دولة الى جانب دولة) .

اننا نرفض املاء هذا الشرط الذي يبدو ساذجا بسيطا واقعيا وسهل المنال . اننا لا نعارض مبدأ “دولة الى جانب دولة” لساذجيته وبساطته وما ينطوي عليه من واقعية , أو لاحتمال تحقيقه الفوري في أيامنا . اننا نرفض هذا المبدأ فكرا وسياسة . نرفضه فكرا لأنه يعبر عن الولاء للدولة الصهيونية أي دولة اسرائيل (راجع المبادئ الأساسية لمتسبين , بند 11) وسياسة لأنه مبدأ كاذب لحل القضايا القومية والاجتماعية لشعوب المنطقة , بما فيها القضية الفلسطينية والنزاع الاسرائيلي – العربي (المبادئ الأساسية , بند 12) .

اننا نناضل من أجل الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير بما في ذلك حق اقامة دولة مستقلة . كنا أول من رفع شعار “يسقط الاحتلال !” في اسرائيل في سنة 1967 , وسوية مع الحزب الشيوعي طالبنا بالانسحاب الكامل الفوري وغير المشروط من جميع الأراضي المحتلة .

فليحسم الفلسطينيون مسألة تقرير مصيرهم ويقرّوا الشكل المناسب لتقرير مصيرهم ! – هذا مطلب ديمقراطي أساسي ونحن نؤيده بكل وجداننا . ومع ذلك فسوف نواصل رفضنا لانذار ركاح أو “شيلي” ايانا نهائيا لكي نعلن الولاء لمبدأ “الدولة الفلسطينية الى جانب دولة اسرائيل” .

وماذا سيحدث اذا قرر الفلسطينيون يوما اقامة اتحاد فدرالي أو كونفدرالي , أو وحدة مع دولة أو دول عربية أخرى ؟ هل ستلجأ ركاح وشيلي عندئذ الى سياسة القوة وتطلب الى الفلسطينيين الالتزام بالنظام والعودة الى الحدود السابقة ؟! هل ستتهم ركاح وشيلي الفلسطينيين يومئذ بانتهاك مبدأ “الدولة الى جانب دولة” المقدس ؟!

ما عسى أن يقول الشيوعيون والصهاينة “اليساريون” لقوة سياسية ستناضل داخل اسرائيل , مثلنا , من أجل بناء اتحاد ثوري لشعوب المنطقة على أنقاض الاطر السياسية القائمة ؟ هل سيقفون ضد قوة كهذه باسم الوضع الراهن المقدس , باسم “الدولة الفلسطينية الى جانب دولة اسرائيل” ؟

ليست هذه الأسئلة بالعبث وواجب الشيوعيين والاشتراكيين الاجابة عليها بوضوح .

انا نفتح صفحات مجلتنا لاجراء حوار صريح ومفتوح في هذه الأسئلة , وندعو أعضاء ركاح وأبناء البلد , وأعضاء “شاسي” و”شيلي” الى المشاركة فيه .

اننا ندعوهم الى النضال سوية :

  • من أجل ازالة جميع المستوطنات وانسحاب اسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة سنة 1967 !
  • من أجل الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا للشعب العربي الفلسطيني !
  • من أجل الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير بما في ذلك اقامة دولة مستقلة !

هيئة تحرير متسبين