لقد أبرز المستوطنون الذين اقتحموا بناية هداسا في ضواحي مدينة الخليل , سندا خطيا لعملهم يحمل توقاع السيد أبراهام فرانكو والسيد يوسف حسون وكلاهما يهوديان شرقيان من القدس ومن مواليد الخليل , ويزعم المستوطنون ان هذين الرجلين هما أصحاب بناية هداسا .

بحوزتي نسخة مصورة لقائمة بأملاك اليهود التابعة لمؤسسات الطائفة اليهودية في الخليل وهي مكتوبة بالعربية ومذيلة بتوقيع ثلاثة من الخليليين هم : الحاخام حاييم باجايو , يوسف حسون وأبراهام فرانكو . وقد قدمت لجنة يهود الخليل هذا القائمة للتسجيل في الطابو سنة 1946 . ولم يكن الموقعون الثلاثة اياهم أصحاب الاملاك الشخصيين وانما كانوا مديري املاك الطائفة .

بحوزتي نسخة مصورة عن سند ايجار مكتوب بالعربية من سنة 1938 , وبموجبه فان المدعو عبد القادر الكرامي قد استأجر قطعة أرض خالية في المقبرة اليهودية في الخليل لكي يفلحها . والمؤجر (بكسر الجيم) هو “وقف يهود الخليل بواسطة المتولي – مدير الوقف – الحاخام حاييم باجبيو” .

وبحوزتي كذلك نسخة مصورة عن سند تصادق فيه دولة اسرائيل بواسطة وزارة الأديان على ان “الحاخام حاييم باجبيو والسيد أبراهام فرانكو والسيد يوسف حسون قد عينوا من قبل محكمة القدس مدراء للأوقاف التابعة للطائفة اليهودية في الخليل … و .. أننا بهذا نثبت مرة أخرى الأوصياء الثلاثة المذكورين” .

وورد في “كتاب الخليل” وصف لعودة حوالي مائة وستين رجلا الى الخليل في نيسان عام 1931 : “كان على رأس العائدين الحاخام حاييم باجايو والى جانبه يعينه المحامين ا. فرانكو وحسون وقد استقبل عرب الخليل اصحاب الحرف اليهود بسرور . وكان للحاخام حاييم باجايو سلطان حازم على بني طائفته , واطاعوه جميعا بتفهم كامل” .

فان كان فرانكو وحسون هم أصحاب بناية هداسا الشخصيين فعليهم ان يراعوا حق شريكهم في هذه الملكية وهو الحاخام حاييم باجايو الذي توفى قبل حوالي عشرين عاما وانا حقيده الوحيد ووارث كل ملكه . والا فأني أعلن بأنني لا اسمح لأحد من المستوطنين ان يقيم في البناية أو أن يستخدمها لغرض آخر , وها أنا ذا أودع حصتي منها بيدي بلدية الخليل وبيدي رئيس البلدية السيد فهد القواسمي .

أما اذا لم تكن البناية ملكهما الخاص (أو ملك الثلاثة) فانه لا يجوز لهما تحويل البنبية الى حوزة احد دون أن يجمعا أولا أبناء طائفة الخليل وأحفادهم لبحث الأمر والبث فيه . وفي مثل هذا الحال فسوف أصوت ضد أي تحويل ملكية الطائفة الى أيدي المستوطنين حيى وان أكن أقلية وان أكن وحدي في موقفي هذا .

ان مسألة تحقيق حقوق يهود الخليل في أملاكهم الطائفية والشخصية , يجب ان تحل من خلال الاطار الواسع الذي يجب أن تحل من خلاله أيضا مسألة حقوق العرب الفلسطينيين في أملاكهم في اسرائيل .

وبالاسلوب ذاته يجب أيضا حل مسألة تجديد الطائفة اليهودية في الخليل الأمر الذي كان بالنسبة لجدي حلم الحياة . وهذا يتم عن طريق تجسيد حقوق الفلسطينيين في العودة الى بلادهم ووطنهم على جانبي الخط الأخضر .

(رسالة عضو “متسبين” حاييم باجايو , ظهرت في الجريدة العبرية “هآرتس” , صيف 1979) .