ايلي لوبيل مع ابنه الوحيد

 

في مطلع هذا الشهر وضع المناضل اليهودي التقدمي ايلي لوبل حدا لحياته . واسم ايلي لوبل ليس معروفا بالضرورة لكل القراء العرب , لأن كتاباته الأخيرة كانت في الغالب باللغة الفرنسية .

بكليمات قليلة: ايلي لوبل من مواليد المانيا عام 1926 . هاجر مع أهله الى فلسطين عام 1939 , ولكنه شب في اجواء تقدمية , وسرعان ما انضوى للعمل في المنظمات اليسارية المعادية للصهيونية وللقهر الاسرائيلي الذي مورس ويمارس تجاه الشعب الفلسطيني . ذهب للعمل كخبير اقتصادي في عدد من الدول الأفريقية ثم استقر في فرنسا حيث أنشأ مجموعات عمل ودراسة مناهضة للصهيونية ومؤيدة للنضال المسلح للشعب الفلسطيني . وأعلن في كتاباته وفي محاضراته تأييده الكامل لحق الشعب الفلسطيني في القتال ضد الصهاينة وفي انتزاع الاستقلال الوطني , وطالب بتلاقي القوى الثورية العربية واليهودية المناهضة للصهيونية للعمل على هزيمة المشروع الصهيوني .

في السنوات الأخيرة وخاصة بعد حرب تشرين 1973 , بدا لوبل بأن البورجوازيات العربية وخاصة المصرية , والبورجوازية الصهيونية الحاكمة في اسرائيل أخذت تلتقي أكثر فأكثر لمحاصرة القوى التقدمية واليسارية وخدمة المشاريع الامبريالية في المنطقة . وقد أثر هذا الجو عليه الى حد بعيد , خاصة وانه كان يعول على المقاومة الفلسطينية لخلق جو ثوري في المنطقة كلها يطيح بالطبقات الرجعية . لكن هذا الجو لم يتحقق بالسرعة التي أرادها لوبل , لا بل رأى بمزيد من التشاؤم صفقة السادات مع بيغن . وكان بعيدا عن المنطقة ليرى بأن قوى الثورة والصمود ما زالت حية وقوية وما زالت تقاوم وتتصدى .

تحية للكاتب والزميل ايلي لوبل وعلى طريق انتصار قضية الثورة والشعوب نبقى مستمرين .

“الحرية”

22 تشرين أول 1979