(عن “الطليعة” المقدسية ٬ 23/5/1979)
لم أشعر بنشوه في حياتي كتلك النشوه التي غادرت بها أحد الاعراس في قرية من قرى وطني وأنا أردد ما سمعته من مجموعة من البنات خلال مسير الزفة وهم يرددن أغنية نسائية .. كنت التقط كلماتها وأسجلها على علبة السجاير حتى باتت جزءا من الكلمات التي أحفظها عن ظهر قلب لا لكونها غدت جزءا من تراثنا المتطور والمتجدد .. بل لما فيها من معاني .. تؤكد ان وعي الجماهير هو الشرط الذي لا بد منه .. للتحرك مع حركة التأريخ الصاعدة الى أعلى .. فاضافة شيء ما الى التراث .. له من الاثر .. ما تعجز عنه وسائل التعبير الأخرى .. ببساطة يمكن لأي كان ان يفهمها ويعي مضمونها .. وأهمية ما سجلته تكمن فو كونه من التراث النسائي الذي ران عليه جمود منقطع النظير منذ زمن طويل …
ان وعي الانثى .. على جانب كبير من الأهمية اذا عرفنا .. انها هي المدرسة الأولى .. أي انها التي تضع اللبنة الأولى في حياة الانسان فتحية لهذه المجموعة من البنات .. وتحية للمجهولات من بنات وطني اللواتي كن وراء .. اثراء تراث وطني بهذه الأغنية القوية المعنى .. والتي نتمنى ان نرى المزيد من لونها في تراثنا .. الفلسطيني .. المتلاقح مع التراث الانساني .. والمتوائم معه .. في الهدف الاسمى الذي وجد من أجله البشر .. وهو اسعاد الأجيال كما تقول آخر كلمات الأغنية .. التي هي :
يا أول أيار يا عيدنا
يا عيد العمال
آه يل للي ويا لالا
يا أول مسمار ثبتناه
في رأس رأس المال
آه يا للي ويا لالا
حمره بلون النار رايتنا
رفعوها الثوار
آه يا للي ويا لالا
صبوا يا ثوار نقمتنا
ع غيلات المال
آه يا للي ويا لالا
وحدة وهدف وثار
وحدتنا من كل الأقطار
آه يا للي ويا لالا
كنا وقود النار فكرتنا
اسعاد الأجيال
آه يا للي ويا لالا .