رسالة الناطق بلسان الحزب الشيوعي ‒ راكاح :
الى هيئة تحرير “بمرحاف” ٬
جريدتكم في تحسن مستمر وكل عدد جديد أكثر امتاعا من سابقه ٬ حقيقة رائعة ٬ تمنياتي بالنجاح .
كناطق بلسان راكاح أود أن أعلمكم بخطئكم بخصوص ما نشرتموه في جريدتكم في شهر نيسان هذه السنة ٬ في مقابلة مع عوديد بيلافسكي (“متسبين” تل أبيب) ٬ اذ حصل انطباع وكأن عدم معارضتنا لاشراك “متسبين تل أبيب” في مختلف النشاط الديمقراطي وفي مظاهرة الأول من ايار 1979 ٬ ناجمة عن رغبتنا في الاستعانة بمتسبين كي نتقرب الى “أبناء البلد” ونؤثر عليهم .
هذا التقييم سخيف للغاية علاوة على كونه خاطئ . فعلا لقد تشبثت جماعة من “شلي” بهذا المبرر وذلك لتبرير المظاهرة المنفردة التي نظموها في أول ايار ٬ ورفض ادارة “شلي” المشاركة في مظاهرة العمال الموحدة .
ان موقفنا من أبناء البلد ومتسبين هو موقف مبدئي ٬ ولسنا في حاجة الى دلالين . وكما هو معروف فان منظمة أبناء البلد غير متجانسة . فمن أبناء البلد من هو مستعد للعمل دفاعا عن حقوق السكان العرب ٬ وان ينفذ قرارات لجنة الدفاع عن الأراضي العربية ٬ أو لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية ٬ ومنهم من يؤيد اخوة يهودية ‒ عربية ونضالا مشتركا للسكان العرب والقوى الديمقراطية اليهودية ٬ مع هؤلاء نتعاون دون طمس للجدل في القضايا السياسية والعقائدية .
بيد انه توجد بينهم عناصر تضر بالسكان العرب قبل كل شيء ٬ أولئك هم المسمون “تقدميين” ٬ اننا وان كنا نعارض أوامر الاقامة الجبرية ‒ لقد ناضلنا ضد هذا العمل اللاديمقراطي أكثر من غيرنا ‒ لنعارض آراء هذه الفئة ٬ التي يمثل بعضها المحامي محمد كيوان من أم الفحم المصاب بداء كراهية الشيوعية ومعاداتها . انه معزول بين السكان العرب ولا يستطيع التسليم بحقيقة ان التأثير الحاسم بين العرب هو للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة . وفضلا عن معاداته الشيوعية يحض أحيانا على القيام بعمليات غير مسؤولة لا يتوقها أحد غير السلطات ٬ الشين ‒ بيت وزلم أمنون لين . وبما اننا ضد اتفاقات كامب ديفيد فقد ظهر كيوان على شاشة التلفزيون بالعبرية (…) مؤيدا الاتفاقات اياها . وكما يذكر فقد ظهر صاحب كيوان شاهدا لأمنون لين ضد عضو الكنيست يوسي سريد في الحوار التلفزيوني “هل يجب سن قانون فاشي ضد الطلبة العرب المتعاطفين مع منظمة التحرير الفلسطينية” .

ومن منطلق معاداة الشيوعية خلص هؤلاء القوم الى التفاهم والتعاون مع التروتسكيين ٬ وهم يديرون سوية حملة مسعورة ضد الشيوعية . أما “متسبين تل أبيب” فقد انتبهنا ٬ مثل كثيرين غيرنا ٬ انه في الأشهر الأخيرة بالذات تعاطف ممثلهم عوديد بيلافسكي مرتين فعلا مع برنامج الجبهة الديمقراطية من على منابر ديمقراطية .
على هذا الأساس لم نعارض اشراك “متسبين تل أبيب” في مظاهرة الأول من ايار هذا العام . ومعروف ان هذا المظاهرة اشتملت على عدد من الشعارات المشتركة لجميع المشاركين فيها والمبادرين اليها ٬ بما فيها شعار دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل ٬ وكذلك التظاهر بأعلام الطبقة والدولة .

ليس فحسب ان ممثل متسبين لم يعارض ذلك بل انهم عندما طلبوا ان يرفعوا في المظاهرة شعارا مدلوله تجريد الهستدروت من أهليتها كنقابة للعاملين ٬ وشعارا معاديا للصهيونية عارضنا ذلك وتنازلت متسبين عن هذه الشعارات .
هنا يتجلى موقفنا المبدئي ٬ فاذا طرأ عندهم تغيير ايجابي ٬ هكذا فقط على كل حال ينبغي تقييم التغيير في “متسبين تل أبيب” (تمييزا من التروتسكيين) ٬ كان بالامكان ﺇشراكهم في مظاهرة لأول ايار الموحدة . وهذا شيء ايجابي ٬ وتطوره يعتمد عليهم .
دافيد (عوزي) بورشتاين
الناطق بلسان راكاح
(عن “بمرحاف” ٬ العدد 9 ٬ ايار 1979)

مركز متسبين يردّ :
الى هيئة تحرير “بمرحاف” ٬
في عدد شهر ايار 1979 من مجلتكم ٬ نشرت رسالة الناطق باسم راكاح دافيد (عوزي) بورشتاين ٬ ووردت فيها عدة أخطاء ‒ اذا أردنا وصفها برقة ‒ تنسب الى متسبين وأبناء البلد مواقف غير مواقفهم . وتهجم الرفيق بورشتاين بشكل خاص على المحامي محمد كيوان من أبناء البلد في أم الفحم وافترى عليه تأييد اتفاقات كامب ديفيد علنا … لسنا ناطقين باسم أبناء البلد ومحمد كيوان ٬ لذا سوف نقتصر في تعليقنا على ما يمس منظمتنا ‒ المنظمة الاشتراكية في اسرائيل ‒ متسبين .
في الأول من ايار هذا العام شاركنا في المظاهرة الموحدة في تل أبيب ٬ وسارت هذه المظاهرة على أساس كتل منفردة ٬ كل واحدة باسمها وأعلامها وشعاراتها . وعلى النقيض مما كتب الرفيق بورشتاين ٬ فان المظاهرة لم تشتمل على شعارات مشتركة لجميع المبادرين اليها . وما شعار دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل بشعارنا وما رفعناه ونحن نرفضه . وليس من عادتنا فرض الرقابة على شعارات الغير أو معارضتها ٬ كما هو متبع عند ممثلي راكاح ٬ شريطة ان يكون واضحا انها ليست شعاراتنا بل شعاراتهم . من هنا فاننا لم نعارض ان ترتفع أعلام دولة اسرائيل الصهيونية الى جانب الراية الحمراء في كتلة راكاح . اذا رغبت راكاح ان تتظاهر هكذا ‒ فهنيئا لها ! ومع ذلك فقد كان واضحا لممثلي راكاح ولم يبدوا معارضة ٬ انه سوف ترفع في كتلة متسبين الرايات الحمر فقط ٬ ولن يرفع علم اسرائيلي واحد !

لقد عارض ممثلو راكاح ٬ كما ذكر الرفيق بورشتاين في رسالته ٬ ان ترفع متسبين الشعارين التاليين :
ضد الصهيونية ٬ ضد الامبريالية ٬ ضد الرجعية العربية !
لليكود توجد حكومة ٬ للمعراخ توجد هستدروت ٬ ولا توجد للعمال نقابة مهنية !
ان موافقتنا التنازل عن هذين الشعارين لم تنجم عن تغيير في مواقفنا . وافقنا على التنازل لأننا رأينا أهمية كبيرة في مسيرة مظاهرة موحدة في تل أبيب في الأول من ايار ٬ وهكذا فعلنا في الماضي . التغيير هذا العام كان في سياسة راكاح التي وافقت لأول مرة ان تسير كتلتنا في مظاهرة أول ايار ككتلة المنظمة الاشتراكية في اسرائيل ‒ متسبين ٬ وليس ككتلة عديمة الهوية ٬ ولأول مرة وافقت راكاح على ان ينال ممثل متسبين حق الكلام في الاجتماع الذي يعقب المظاهرة . يفسر الرفيق بورشتاين هذا التغيير وكأنه تحول في مواقف متسبين . حسب تقييمنا ينبغي البحث عن الجواب في التغيير الذي حدث مؤخرا في تكتيكية راكاح . يكثر ممثلو الحزب الشيوعي الاسرائيلي ووسائل اعلامه في الآونة الأخيرة من شجب التسويات السياسية المستحضرة في المنطقة برعاية الامبريالية ٬ بيد ان راكاح حتى زيارة السادات للقدس وعلى نحو شامل قد أيدت هذه التسويات ٬ حتى ان سكرتير الحزب وعضو الكنيست ماير فلنر اقترح على الكنيست قبول برنامج السادات للسلام !
الا ان قيادة راكاح غيرت موقفها من التسويات السياسية اياها منذ توقيع اتفاقات كامب ديفيد . كانت هذه خطوة ايجابية أخرى في الاتجاه الذي نشأ في السنوات الثلاث الأخيرة ٬ اذ أخذ الناطقون باسم الحزب يسقطون من بياناتهم تأييدهم المطلق لقرار مجلس الأمن 242 ٬ ويؤكدون ضرورة التطرق الى حل القضية الفلسطينية القومية ضمن التسويات السياسية .
وينهي الرفيق بورشتاين رسالته بتناوله مستقبل التعاون بين راكاح ومتسبين قائلا : “وتطوه يعتمد عليهم” . ونحن أيضا قررنا انهاء رسالتنا بالكلمات ذاتها !
باسم مركز المنظمة الاشتراكية في اسرائيل ‒ متسبين
أميرة غلبلوم
(عن “بمرحاف” ٬ العدد 10 ٬ تموز 1979)