هكذا تناضل قيادة راكاح : فشل أمنون لين في ضرب وحدة الجماهير العربية من “اليسار”
بيان لجنة منطقة الحزب الشيوعي الاسرائيلي في المثلث بمناسبة أحداث يوم الأرض 1979
يا جماهير مثلثنا الصامد ٬
قبل 30 ذار 1976 بأيام قليلة استجمعت سلطة النهب والاضطهاد قبضة يدها “اليمنى” بين العرب في اسرائيل التي تمثلت بغالبية رؤساء المجالس المحلية العربية آنذاك ‒ لضرب ارادة الجماهير العربيى في الاضراب السلمي دفاعا عن أرضها ومأواها . ولما خاب فأل السلطة وصدعت القبضة “اليمنى” لجأت السلطة الى سلاحها الناري وسفكت الدم العربي ببرودة صهيونية ٬ فلم يزدنا العنف الا عنفوانا .. وكان الاضراب ٬ واستخلص معظم رؤساء المجالس المحلية العربية العبرة وتحولوا الى شعبهم يستميحونه العذر ويمجدون صموده فازددنا قوة ووحدة شعبية وفخرا ومضينا الى الأمام .
وقبل الذكرى الأولى ليوم الأرض عام 1977 حيث قررت الجماهير العربية في اسرائيل بقيادة “اللجنة القطرية للدفاع عن الأرض” احياء ذكرى شهدائنا ٬ بالوقوف على ثرى قبورهم الطاهرة ومبايعتهم الاستمرار على درب الكفاح ‒ عمدت السلطة الصهيونية الى افتعال موجة من الارهاب المركز والعنف ٬ مصحوبا بالنشر والتهويش ضد شباب قرية جت في المثلث بقصد ثنى ارادة الجماهير ٬ وتوجت حملتها في نفس يوم الأرض 1977 بارسال المظليين في طائرة هيليكوبتر لاحتلال مدرسة باقة الغربية والاعتداء على طلابها وعلى السكان الأمنين في القريتين . فما كان من جماهيرنا الا ان انتصبت بهامتها تصد الهجمة الهمجية الجديدة وتلعن مدبريها ومنفذيها وتكرر القسم الأمين ان لن نلين ولن نفرط بالتراب . ولقد لفت هذا الصمود الأسطوري لأقلية عزلاء ٬ ولكن موحدة ٬ نظر الرأي العام اليهودي والعالمي وانتقلت اللخمة الى قيادة سلطة القهر والاذلال . أما جماهيرنا فزادت ثقة وايمانا بعدالة قضيتها وبقدرتها على اجتراح المأثر وتقديم التضحيات الضرورية لتحقيق أمالها في البقاء والمساواة .
ولم يسلم جسم شعبنا العملاق والمثخن بجراح سلاح السلطة من بعض الادران التي تغذيها ‒ اصلا ‒ سياسة السلطة الاضطهادية بممارستها السوداء . فأخذت هذه الادران تتقيأ الشتائم ضد اجماع الغالبية الساحقة من شعبنا وقيادته المتمثلة في “اللجنة القطرية للدفاع عن الأرض” ٬ تحت شعار ان اللجنة القطرية تخلت عن الاضراب و … ٬ ولم تترك مهرجانات كفاح شعبها بلا تشويش فجاءت الى تلك الاجتماعات تصرخ بلغتها الخاصة لتصطاد شبابنا المتحمس والمخلص ولتجره الى مستنقعها الصبياني ٬ اما السلطة الرسمية والمحتاجة لهذه المساعدة فأخذت تزرع في أرض هذا الضباب بعض نباتها المسموم لتستفيد منه وقت تشاء ٬ وكثرت الرحلات الآذارية لفلقات “متسبين” المتعددة الى قرانا العربية لتوزيع المناشير ضد اللجنة القطرية وضد الشيوعيين في مهرجانات الثلاثين من آذار . وكانت الادران تستقبلهم بالاحصان وتطالب بالتسامح معهم في الوقت الذي ظلت هي تتسول كلمة من على منابر المهرجانات التي ترفضها كأسلوب للكفاح على حد تعبيرها . ورضيت الجماهير الواعية لشعبنا ان تلاحق عيارهم الى باب دارهم ٬ عسى ان ينفعهم ذلك فنكون قد شفيناهم وشفينا جسم شعبنا من داء آخر وخيم .
وقبل الذكرى الثانية ليوم الأرض من العام الماضي 1978 ٬ حيث كانت “اللجنة القطرية لدفاع عن الأرض” قد انتهت من رفع النصب التذكارية للشهداء ٬ وقررت احياء الذكرى في ظل هذه الشواهد لجأت السلطة التي أعجزها شق وحدة الجماهير أو ردعها الى اقامة الحواجز في طريق القوافل الشعبية التي تواردت من كل صوب قاصدة الحجيج الى تلك النصب ٬ ولتؤكد للشهداء انهم اكتسبوا الحياة الابدية في قلوب شعبهم السائر على دربهم الشريف . غير ان الغالبية الساحقة من جداول الحجاج تمكن من الوصول والانصباب في بحر الجماهير المائج .
أما “الادران” فلم يزدها التسامح الا انتفاخا ٬ ووصل بها الغرور حد استغلال الأسماء الجميلة التي انتحلتها لنفسها “كأبناء البلد” و”النهضة” أو ما شئتم من النعوت الجميلة لغويا ووقعوا نداء مع “متسبين” وغيرها دعوا فيه للاضراب والتمرد على “اللجنة القطرية للدفاع عن الأرض” ووصفوها بما يتصفون به من الفاظ . ولما لم يلبوا هم أنفسهم نداء أنفسهم عادوا يتسولون كلمة على منابر شعبهم الغفور .
وفي هذا العام ٬ آذار 1979 ٬ دعت اللجنة القطرية للدفاع عن الأرض لاحياء هذه الذكرى بأربع مهرجانات شعبية في النقب المنهوب والجليل الثاكل والمثلث المنكوب ٬ ودعت السلطات المحلية العربية والقوى الديمقراطية اليهودية للمشاركة في هذه المهرجانات الكفاحية على اطار واسع . وأعلى رؤساء المجالس وممثلو القوى الديمقراطية اليهودية استعدادهم للاستجابة للدعوة . كما قررت اللجنة القطرية للدفاع عن الأرض عددا من الاجراءات الهامة والتي اقرت المؤتمر الشعبي التحضيري في الناصرة . ورفض “كيوان البلد” وبعض الادران الأخرى هذه القرارات ووزعوا المناشير ضدها . أما بعض الادران التي تظاهرت بقبولها تحسبا من فقدان بواقي الرحمة في قلب شعبها عليها ٬ فقد تمسحت بتلابيب بعض رؤساء المجالس المحلية الذين شملتهم بعطفها اثناء معركة الانتخابات للسلطات المحلية الأخيرة ويعدها نكاية بالحزب الشيوعي والجبهات الديمقراطية واستعانت بهم للتسلل تاى “اللجان المحلية للدفاع عن الأرض” في اطار اعلانها الالتزام بقرارات الجنة القطرية وحفاظا على وحدة الصف ورؤية المصالح العليا والمصيرية لشعبنا وطمعا في افشال سياسة الليكود التي أعلنها أمنون لين امام بعض أعضاء كتلة “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” في الكنيست ٬ ونقلها الرفيق مئير فلنر من خلال التلفزيون الاسرائيلي والقائلة بأن السلطة ستعمل على تفسيخ وحدة صف الجماهير بواسطة “أبناء البلد” واترابهم . قلنا نخيب فأل أمنون لين ونستفيد من استرجاع النقود التي جمعناها مع هذه الزمرة منذ عام 1976 باسم “اللجنة القطرية” وأتمنا عليها محمد كيوان وعبد العزيز أبو أصبع وغيرهما ٬ فابقوها في حساباتهم البنكية خلال السنوات الثلاثة الماضية وأعادوا بعضها في هذا العام ٬ بينما لا يزال البعض الآخر في ذممهم رغم ان قيمتها لم تعد تساوي ثلث القيمة التي كانت لها يوم جمعناها واياهم لمساعدة الضحايا وتمويل مصروفات اللجنة القطرية للدفاع عن الأرض .
ووافقنا على لئم الجراح وفتح صفحة جديدة للتجربة . وظللنا غير نادمين على شيء حتى بداية الأسبوع الأخير من شهر آذار 1979 ٬ حيث أخذت الأمور تسير في لجنة الدفاع المحلية في الطيبة بشكل مثير . فقد تقرر ان يكون برنامج الاجتماع المنطقي في الطيبة شامل التمثيل للجان الدفاع المحلية في قرى المثلث ولرؤساء مجالسها المحلية وللقوى الديمقراطية اليهودية التي تلبى الدعوة الى جانب ممثلي اللجنة القطرية للدفاع عن الأرض . وأبى عبد العزيز أبو أصبع الا ان يضع البرنامج كله على كف عفريت ٬ فاما ان يتحدث كيوان والا .. فتفجير الاجتماع وتخريبه وربما .. الدم .. دون ان يوضح دم من يقصد ! وتألب مع بعض صحبه ضد تمثيل شيوعيي المثلث في اجتماع الطيبة ..ولما ذكرناه ان كيوان هذا لم ينل شرف عضوية لجنة الدفاع المحلية في قريته ولم يشاركها ولم يشارك اجتماع التحضير المحلي وانه يعلن خروجه على قرارات “اللجنة القطرية” ووزع المناشير ضدها ٬ قال ان ذلك لا يعنيه . وهنا ذكرنا أمنون لين وممثلي التلفزيون البلجيكي الذي رفض ان توجهه “لجنة الدفاع القطرية” الى أي اجتماع آخر غير الطيبة قائلين ان لديهم معلومات رسمية بأن “فنطزية” ستجري في الطيبة .
وتعززت شكوكنا عندما نقل لنا بعض المخلصين لشعبهم من طلابنا الجامعيين عن تجمعات “متسبين” وادران أخرى من زوايا البلاد المختلفة وداخل الجامعات للسفر الى الطيبة بالذات في يوم الأرض . وكان ان تحققت الهواجس والشائعات وبانت القبضة “اليسرى” لأمنون لين وهي تعتدي على اجتماع يوم الأرض في الطيبة يقصد تفجيرها . ولوحظ نشاط التصوير التلفزيوني وصرخات الهستيريا الكيوانية والأصبعية في التحريض على الشيوعيين الذين تصدوا باستقامة واخلاص لمنح تشويه يوم الأرض الخالد أو المساس بوحدة الصف المقدسة ٬ لا بالشعارات الخادعة من الحناجر المبحوحة مثل “شعب واحد ومصير واحد” ٬ بل بالاكتاف المتراصة والصدور الدرعية ٬ رافضين مواعظ البلهاء ممن حاولوا ايهام الجمهور ان الشيوعيين هم السبب فيما يجري بينما الحقيقة اننا مع أبناء شعبنا الشرفاء كنا ندافع عن الاجتماع الذي من حقنا ان نحميه لأننا نحمي ارادة شعب قرر ان يفشل الولدنة “اليسارية” بعد ان أفشل الخيانة العلنية داخل صفوفه ٬ وكان ان نجح الاجتماع رغم كل ما كان وتحدث الخطباء وشجب المستقيمون منهم هذه المؤامرة المغامرة ٬ وفشل أمنون لين وفشلت معه محاولات تخريب الاجتماع عن طريق تسلل القطعان التي رفضت الدخول الى ساحة الاجتماع بدون زعيقها المعادي للجنة الدفاع ويوم الأرض ٬ دون ان ننكث بالقسم الذي بايعنا عليه شعبنا وشهدائنا في يوم الأرض الخالد .
عاشت وحدة جماهيرنا الكفاحية !
ليسقط الخونة العلنيون والمتسترون !
لجنة منطقة الحزب الشيوعي الاسرائيلي في المثلث
أواخر آذار 1979
هكذا تردّ القوى الوطنية : صدى يوم الأرض
في الثلاثين من آذار 1976 ٬ قال شعبنا كلمته وسطر صفحة من صفحات النضال المشرق والمشرف ٬ وتجلت وحدة جماهيرنا العملاقة في صورة اذهلت سلطة التشريد والقتل ٬ وافقدتها صوابها ٬ وحاولت يائسة طعن جماهيرنا من الخلف ٬ مسخرة مطاياها من رؤساء السلطات المحلية تارة وملوحة بقبضتها الحديدية تارة أخرى ٬ حتى اغرقت الشارع العربي بالدم ٬ فما ازدادت جماهيرنا الا صلابة وتماسكا بارادتها ٬ وتشبثها بتراب الوطن .
ومن هنا فان أية محاولة للمس بوحدة الجماهير النضالية ٬ ولايقاف المسيرة الثورية تعتبر خيانة كبرى لأماني شعبنا وتطلعاته ٬ كما انها تسهل على السلطة الغاشمة تنفيذ مخططاتها الاستيطانية الصهيونية .
ففي يوم الأرض سنة 1976 قامت جماهيرنا العربية باضراب شامل ٬ تلبية لقرار اللجنة القطرية للدفاع عن الأرض ٬ لمسببات وظروف موضوعية ‒ رغم معارضة رؤساء السلطات المحلية له ‒ في اجتماع شفا عمرو المشهور . الا ان اللجنة القطرية ذاتها والتي يسيطر عليها الآن الحزب الشيوعي عادت وناقضت موقفها المبدئي السابق ٬ وتبنت وعلى مدار 3 سنوات متتالية موقف رؤساء السلطات المحلية الداعي لعدم الاضراب ٬ والذي رفضته اللجنة القطرية في حينه .
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل زالت المسببات والظروف الموضوعية ؟ … من هدم بيوت ومصادرة أرض وتشريد بالجملة كما يجري في هذه الأيام لاخواننا على أرض النقب والمثلث والجليل .
ان الحزب بموقفه هذا يكون قد تخلى عن مواقفه النضالية وتبنى موقف الرؤساء المعروف ٬ كما ان تحويل يوم الأرض للذكرى ولمهرجانات خطابية للدعاية والمكاسب الحزبية الضيقة : انما هو اجهاض ليوم الأرض وافراغ له من كل مضمون وطني وثوري ٬ وتواطؤ مع السلطة الغاشمة التي تصعد عمليات المصادرة والهدم والاستيطان وفرض الضرائب الباهظة على الأرض العربية .
ان نقاش القوى الوطنية مع راكاح المسيطر على اللجنة القطرية : نابع من رفض القوى الوطنية محاولة الحزب لالغلء الطابع النضالي ليوم الأرض ٬ ومن هنا فان تنسيق راكاح مع ركائز السلطة دون القوى الوطنية ليس مجرد صدفة والحقائق التالية تؤكد ذلك :
1 ‒ رفض قرارات سكرتارية منطقة المثلث للدفاع عن الأراضي
أ ‒ بعد نجاح اضراب يوم الأرض سنة 1976 ٬ قدمت سكرتارية منطقة المثلث للدفاع عن الأراضي طلبا الى سكرتارية اللجنة القطرية بضم عضوين منها الى سكرتارية اللجنة القطرية .
ب ‒ تمشيط أعضاء اللجنة القطرية الذين اداروا ظهورهم لشعبهم في يوم الأرض الخالد .
ج ‒ اعتبار أعضاء لجنة منطقة المثلث الموسعة أعضاء في اللجنة القطرية ٬ وكذلك اضافة أعضاء جدد ‒ أثبتوا جدارتهم في يوم الأرض وما بعده .
هذا وما زالت هذه القرارات قيد البحث والدرس في سكرتارية اللجنة القطرية منذ 3 سنوات حتى يومنا هذا !!!
2 ‒ استثناء اللجنة القطرية لطلاب المتضررين من جامعة القدس الذين أضربوا وتظاهروا امام مبنى الكنيست في يوم الأرض من الدعم المادي والمعنوي ٬ لانتمائهم للتيار الوطني ٬ الا ان تدخل سكرتارية منطقة المثلث للدفاع عن الأراضي ارغم اللجنة القطرية على تغيير موقفها .
3 ‒ عدم اخذ القرارات في اجتماع اللجنة القطرية للدفاع عن الأرض بطريقة ديمقراطية ٬ والكل يعرف ان هذه القرارات كانت تأتي مطبوخة ومعدة من قبل راكاح المسيطر على اللجنة .
*
فيا جماهير شعبنا ٬ بالرغم من كل ما ورد ٬ فقد حرصت القوى الوطنية التقدمية على المحافظة على وحدة صف نضالية في كل ذكرى ليوم الأرض ٬ عملت دائما على رأس الصدع ٬ حيث شاركت بشكل فعلي بجميع أشكال النضال المنسجمة مع مواقفها . الا ان هذه المواقف المسؤولة من طرفنا جوبهت من قبل أعضاء راكاح بالارهاب الفكري والاعتداءات الجسدية في الذكرى الأولى ليوم الأرض في عرابة والذكرى الثانية في سخنين والذكرى الثالثة في الطيبة وكفر كنا ٬ كما واعتدى على القوى الوطنية في الاجتماع التحضيري للجنة القطرية في شباط 1979 الذي عقد في الناصرة ٬ حيث حرمت من ابداء رأيها في المؤتمر .
هذا وفي اللحظة التي يعترض شعبنا العربي الفلسطيني بقواه الوطنية وطلائعه الطلابية على جانبي (الخط الأخضر) لأفدح المخاطر ٬ وفي الوقت الذي تحاك فيه المؤامرات ضد شعبنا ٬ ويطرد طلابنا الفلسطينيين من الجامعات ٬ وتفرض عليهم الاقامة الجبرية ويتعرضون لبطش السلطة ورصاصها ٬ واعتداءات كهانا العنصري ومن على شاكلتها ٬ قام الحزب الشيوعي الاسرائيلي في منطقة المثلث باعتداء مدبر على القوى الوطنية وطلاب الجامعات والقوى الديمقراطية اليهودية في اجتماع الطيبة المركزي في يوم الأرض سنة 1979 ٬ وذلك بتجنيد “قبضاياته” الذين تصدوا للقوى الوطنية وطلاب الجامعات بالعصي وممزقين لمناشيرهم دون الاطلاع على مضمونها ٬ رافضين بذلك شعاراتهم بما فيها “شعب واحد ومصير واحد” ٬ متهمين القوى الوطنية بأنها جاءت لتفجير الاجتماع ٬ الا ان القوى الوطنية حرصا منها على وحدة الصف ٬ كانت قد أصدرت بيانا في يوم الأرض سنة 1979 ٬ دعت فيه جماهير شعبنا للمشاركة في الاجتماعات الشعبية .
وبتشنج وعصبية ونتيجة لفقدان الثقة بالمستقبل نفست زعامة الحزب في المثلث عن حقدها الدفين وأصدرت بيانا في أواخر آذار 1979 ٬ وبتوقيع لجنة منطقة المثلث للحزب ‒ مليئا بالمغالطات والأكاذيب وبلغة بذيئة وعلى مستوى شخصي ٬ متهربة بذلك من النقاش الموضوعي ‒ الذي يكشف عن مواطن الضعف في مواقفها .
ان القوى الوطنية تتسامى عن هذا المستوى اللا اخلاقي كما وتعتبر هذا التحريض والاستفزاز بمثابة تحريض دموي وايماء للسلطة بان توجه ضربتها للقوى الوطنية . فقد وصل بهم التزوير والكزب الرخيص في ذلك البيان الى حد اتهام كل من المحامي محمد كيوان وعبد العزيز أبو أصبع بأنهم “أبقوا في حساباتهم البنكية أموالا تابعة للجنة منطقة المثلث للدفاع عن الأراضي ٬ وان هذه الأموال لا تزال في ذممهم” !!
والحقيقة ان تلك الأموال التي جمعت في المثلث أودعت في حساب خاصّ في بنك لئومي في الطيبة على أسماء كل من أبو العفو ‒ سكرتير الحزب الشيوعي في أم الفحم ٬ وعبد العزيز أبو أصبع ‒ عضو قائمة النهضة ٬ وعبدالله نمر بدير ‒ رئيس اللجنة الدائمة لاحياء ذكرى شهداء كفر قاسم ٬ وجميعهم أعضاء في سكرتارية لجنة منطقة المثلث للدفاع عن الأراضي ٬ وانه لا يمكن سحب أي مبلغ من المال من هذا الحساب دون توقيع اثنين منهم . ولم يكن محمد كيوان ‒ الذي أتهم في بيان الحزب بايداع أموال في حسابه الخاص عضوا في هذه اللجنة الثلاثية ٬ وان جميع الأموال قد صرفت طبقا لقرارات سكرتارية لجنة منطقة المثلث للدفاع عن الأراضي ٬ على الأغراض التي جمعت من أجلها فمنها ما نقل مباشرة الى ميزانية اللجنة القطرية ٬ ومنها ما صرف على قضايا من تضرروا نتيجة لأحداث ومحاكم يوم الأرض . وللدقة بقي فرع الحزب الشيوعي في الطيبة مدينا بقيمة 820 ليرة على حساب الكتاب الأسود ٬ وصندوق لجنة منطقة المثلث مدينا بمبلغ 1780 ليرة لعبد العزيز أبو أصبع ٬ ونحن نتحدى الحزب ان يثبت غير هذا .
ان القوى الوطنية التي تنعتها لجنة الحزب في المثلث “بالكيوانية والأصبعية” هي التي تجندت بكل امكاناتها للدفاع عن معتقلي يوم الأرض ٬ وبضمنهم أعضاء في الحزب الشيوعي في أم الفحم وباقة وجت والطيبة وغيرها . وللمعلومية فان من جملة التبرعات التي جمعت في الطيبة والتي قيمتها 7485 ليرة تبرع عبد العزيز أبو أصبع بمبلغ 1000 ليرة .
اما فرية الدم التي وردت في بيان الحزب على لسان شايلوك الحزب في الطيبة ‒ أبو عيطه ‒ فانه قد هدد في اجتماع سكرتارية اللجنة المحلية للدفاع عن الأراضي في الطيبة والذي عقد قبل يوم الأرض بأسبوع قائلا : “اعلموا انه من مجموع ال 500 مشتركا في الاجتماع من خارج الطيبة سيكون 400 منهم من الحزب الشيوعي” فردّ عليه عبد العزيز أبو أصبع قائلا : “انت بهذا تهدد اللجنة المحلية ونحن نرفض منطلق التهديد بالقوة ٬ واذا كان في نيتكم خلق جو من الارهاب فباستطاعتنا تجنيد 1000 وانك بهذا تحاول تحويل ساعة الاجتماع الى حمام دم” . ويتضح من كل هذا ان ما حدث في يوم الأرض في الطيبة لم يكن مجرد صدفة ٬ بل كان مبيتا ومدبرا . وبهذا فان الحزب في الطيبة قد خطط وقام بدور “الشرطي” خير قيام .
ونسأل الذين نصبوا اليهم أنفسهم اوصياء على نضال جماهيرنا ‒ التي منحتهم في انتخابات المجالس المحلية في المثلث نسبة 3 بالمائة من مجموع عدد الأعضاء ‒ لماذا ترك سكرتير فرعهم في الطيبة وعضو اللجنة المركزية للحزب ‒ عبد الحميد أبو عيطه ‒ صفوف الحزب أيام الحكم العسكري الرهيب !!! ٬ وأهل الطيبة ادرى بالجواب .
وفي آذار سنة 1977 توجه وفد من اللجنة المحلية للدفاع عن الأراضي في الطيبة مكون من عبد العزيز أبو أصبع ٬ وشاكر قاسم وعبد الحميد أبو عيطه لمخيم نور شمس ٬ لدعوة والد الشهيد رأفت زهيري ٬ لازاحة الستار عن النصب التذكاري ٬ وفي الطريق هس واستعطف وتوسل عبد الحميد لدى كل من عبد العزيز وشاكر المذكورين ٬ ورجاهما بان يتصلا بأبي الياس ‒ توفيق طوبي ‒ وقال لهما : “قولوا له ان القوى الوطنية في المثلث تطالب باصرار ان يكون عبد الحميد مرشح الجبهة لانتخابات الكنيست التاسعة” (لكي يفوت الفرصة على منافسيه في الترشيح وهما : حسن بشارة وغازي شبيطه) ٬ ولكي يسهل أبو عيطه عملية الاتصال أعطى مرافقيه رقم تلفون توفيق طوبي وهو xxxxxx .
بل ولقد وصلت بهم الأمور في بيانهم اياه الى حد التشكيك بالقوى الوطنية وتوجوا ذلك المنشور في “فشل أمنون لين في درب وحدة الصف من اليسار” والرأي العام يعلم ان أمنون لين ذاك مع مجموعة من أعضاء الكنيست تقدموا بمشروع قانون قبل بضعة أشهر ٬ واذيع ذلك في أجهزة الاعلام المختلفة . وكان هدف مشروع القانون هذا ضرب القوى الوطنية والطلابية ٬ واستثنى صراحة ان يكون هذا القانون موجه ضد راكاح . وكل قارئ للصحافة العبرية يقرأ يوميا تقريبا باسم الأوساط الرسمية والمصادر المطلعة وغيرها التحريض السافر ضد القوى الوطنية والطلابية في البلاد .
وبلغت ذروة تنسيق المواقف بين راكاح والسلطة : ان الشرطة رفضت اعطاء أبناء البلد في أم الفحم رخصة للقيام بمظاهرة احتجاجا على طرد الطلاب من الجامعات وفرض الاقامة الجبرية عليهم . وذلك بحجة “ان راكاح لا تعترف بابناء البلد كجسم سياسي” . فما رأي راكاح في ذلك !
وليس من غريب الصدف ان تلتقي أجهزة الاعلام والقمع الصهيوني مع أجهزة الاعلام والقمع الراكاحي في طريق مشترك ٬ والهدف منه اجهاض القوى الوطنية ٬ وضد طليعة شعبنا العربي في البلاد . واليهم يقوم أعضاء الحزب بدور السلطة بعد سقوط فرسان السلطة السابقين ٬ لكن خاب فالهم فان ثقتنا بشعبنا وثقة شعبنا بنا هي ثقة مطلقة لا يمكن زعزعتها ٬ ولا يمكن لكل المتآمرين ان يزعزعوا ايماننا بمبادئنا ووقوفنا ثابتين على الطريق الذي اخترناه . وان هذه الجماهير سوف تلتف حول طلائعها وأبنائها البررة .
وان كان من سار على الدرب وصل
القوى الوطنية التقدمية :
طلاب الجامعات الوطنيون التقدميون
أبناء البلد ‒ أم الفحم
قائمة النهضة ‒ الطيبة
أبناء الطيرة ‒ طيرة
وأوساط شعبية أخرى
ونحن نقول : انهم يخافون الثورة الاشتراكية
لنا آذان نسمع بها ولنا أعين بها نبصر : الهدف من المعاهدة الثلاثية الموقعة في واشنطون بين بغين السادات وكارتر ٬ هو تثبيت ترتيب سياسي جديد في المنطقة تلعب فيه اسرائيل ومصر بقيادة الولايات المتحدة الدور الرئيسي .
لنا ألباب ونفقه :
هدف الترتيب السياسي الجديد هو حماية النظام الاجتماعي القديم .
معنى ذلك : سيظل عمال المنطقة وفلاحوها رازحين تحت نير الاستغلال ٬ أما الأرباح ٬ ثمر كدحهم ٬ ستظل تتدفق في جيوب مستغليهم ٬ من الطبقات الحاكمة في كل دولة من دول المنطقة .
اننا نتظاهر في الأول من أيار ‒
- ضد أنظمة الاستغلال !
- ضد المستغِلين !
- ضد البرجوازيين والاقطاعيين وضد أولياءهم عبر البحار !
- ضد أحلافهم ٬ ضد معاهداتهم ٬ ضد اتفاقاتهم وضد “حكمهم الذاتي” !
- من أجل سلام عادل يقوم على احترام كامل الحقوق الانسانية والقومية لأبناء الشعب العربي الفلسطيني !
- من أجل المساواة الكاملة بين شعبي البلاد ‒ الشعب العربي الفلسطيني والشعب اليهودي الاسرائيلي !
يخشى أصحاب المعاهدة الثلاثية من محاولة الجماهير تدمير الترتيب الاجتماعي القديم كي تبنى بدله ترتيبا اجتماعيا جديدا .
انهم يخافون الثورة الاشتراكية .
ولذلك فقد ازعموا ان يعملوا سوية لقمع أي نضال ثوري بيد من حديد مزودة بخيرة الأسلحة الأمريكية Made in U.S.A .
ليس عبثا يكرر ويردد بغين والسادات في اذني كارتر انه ما من أحد أنسب منهما وأجدر للدفاع عن “الغرب” لحماية مصالح “العالم الحرّ” وللتصدي “للتغلغل الشيوعي” . وما اختصما الا في أمر بسيط واحد : من منهما يقوم بدور الدركي الأكبر ومن بدور الدركي الأصغر في خدمة الامبريالية .
بعبارة أخرى : من يكون عمدة البلدة ومنيكون نائبه !
عمدة البلدة ونائبه اياهما يكرهان جماهير الشعب ويخافانها مثلما يكره عمدة البلدة ونائبه الهنود الحمر في أفلام الكاو بوي . وكما في السابق كذلك اليوم فهما يخشيان ان يغير “الهنود الحمر” على حين غفلة في شوارع البلدة ٬ ويستولوا على مخفر العمدة ويطلقوا سراح أصحابهم المسجونين ٬ ان يفتحوا مستودع السلاح وينهبوه ٬ ان يضرموا النار في البنك المركزي ويدنسوا الكنيسة …والشيء الجوهري : ان يستولوا على المزارع ٬ المشاغل ٬ الفنادق ٬ الحوانيت ٬ منجم الفحم ومحطة القطار وبئر النفط في مشارف البلدة .
لقد برزت كراهية بغين السادات وكارتر لجماهير الشعب وخوفهم منها في الوقت الذي كانت فيه الجماهير الايرانية تخوض نضالا بطوليا ضد نظام الشاه الدموي . هؤلاء الثلاثة كلهم تحالفوا مع الشاه سرّا وعلنا . أعانوا واستعانوا به . الثلاثة كلهم بكوا على مصيره الأسود .
كارتر دغم الشاه حتى اللحظة الأخيرة . بغين واصل صلاته الخفية الى ان قطعتها الجماهير الايرانية . أما السادات فقد استقبل الشاه استقبال الملوك من بعد ما قذف به الى مزابل التأريخ .
الفزع من اندلاع النضالات الشعبية على الاسلوب الايراني ٬ مجددا في أجزاء أخرى من المنطقة ٬ دفع بالثلاثة اياهم واستعجلهم في توقيع معاهدة سلام فيما بينهم .
اننا نعبر في الأول من أيار 1979 ٬ عن تضامننا مع جماهير الشعب الايراني في نضالها ضد مستغليها ومضطهديها من الداخل والخارج .
*
لماذا يتقنع أصحاب المعاهدة الثلاثية بأقنعة صنعة السلام ؟
انهم يدركون ان السلام هو امنية جماهير الشعب في كل مكان ومكان . فجماهير الشعب هي التي تنؤ بأوزار كل حرب ٬ وهي أول ‒ وفي الواقع الوحيدة ‒ من يشد الحزام في الحرب وأول من يسفك فيها دمه ويبذل في سبيلها العافية والحياة .
أما نحن ‒ شيوعيين واشتراكيين وأبناء البلد وسواهم من المناضلين من أجل سلام عادل يقوم على احترام حقوق الفلسطينيين ‒ فلا نزال كما كنا في الأمس ٬ كأن بغين السادات وكارتر يعملون في عالم آخر بعيد .
لم نفلح في اقامة وحدة نضالية من كل القوى التي سطرت على راياتها النضال ضد الامبريالية ضد الصهيونية وضد الطبقات المستغِلة الحاكمة في العالم العربي . بدل ذلك وقعنا في شقاق وانشقاق عميقين مقرونين بالتهم الباطلة والشتيمة والمقاطعات .
لقد أبصر بأم عينه من شارك في اجتماعات يوم الأرض في دير حنا وكفر كنا والطيبة ٬ كيف تتحول التهم الفارغة الى لكمات والافتراءات الى مشادات والمقاطعات الى ضربات .
في سبيل التوصل الى وحدة نضالية للقوى الثورية والديمقراطية بأحزابها ومنظماتها وحركاتها ٬ يتوجب الكف بتاتا عن الافتراءات والمقاطعات ٬ وفتح صفحة جديدة لتوضيح واجلاء مواقف سائر الشركاء الاحتماليين السياسية ٬ وذلك بغية استخلاص المشترك والعمل سوية .
هذا شيء ممكن وهذا شيء حيوي !
مثلا قيادة راكاح ٬ بحكم كونها أكبر قوة توحد في صفوفها عربا ويهودا على السواء ٬ بمقدورها ان تساهم مساهمة حاسمة في هذا الاتجاه ٬ ولكن من أجل ذلك على راكاح ٬ في اعتقادنا ٬ ان تقلع عن عادتها المشينة في سب وشتم منظمات أخرى مثل “متسبين” وأبناء البلد والتهجم عليها .
ففي بيان صادر عن لجنة الحزب الشيوعي الاسرائيلي في منطقة المثلث ٬ والذي نشر بعد يوم الأرض ٬ اطلق علينا لقب “اليساريين الصبيانيين” بينما وصم أبناء البلد “بالخيانة العلنية” ٬ وأعضاء “متسبين” وأبناء البلد ينعتون سوية بأنهم “قبضة أمنون لين اليسرى” وانهم “ادران” و”داء وخيم” …
أسلوب كهذا لا يساهم في التوصل الى وحدة نضالية ٬ بل يضر بها . وهو يعكس تصورا احتكاريا للنضال ٬ ينفي حق وجود منظمات قومية فلسطينية ٬ مثل أبناء البلد ومنظمات اشتراكية ثورية مثل “متسبين” .
في رأينا ليس الحزب الشيوعي فقط جدير بالانتقاد ومحتاج الى النقد الذاتي ٬ اذ ينبغي تسليط النقد على تصورات ونزعات أخذت تتخذ لها مواطئ في صفوف أبناء البلد وبعض المنظمات اليسارية . نحن نقصد ٬ على سبيل المثال ٬ معاداة الشيوعية (المتغذية من القومية والدين) ٬ التحزب المتعجرف ٬ الاستراتيجية الرامية الى القضاء على الحزب الشيوعي والحلول وكانه ٬ وتوجهات قومية تنادي بالتفريق بين العرب واليهود الى آخره .
رغم كل هذا فاننا لم نفقد الأمل !
اننا ندعو في الأول من أيار 1979 ٬ الجماهير العربية واليهودية في اسرائيل للالتحام في النضال ‒
- من أجل السلام !
- من أجل الديمقراطية !
- من أجل الاشتراكية !
المنظمة الاشتراكية في اسرائيل ‒ متسبين
أول أيار 1979
(وزع هذا النداء بالعبرية والعربية)