(في ٨ تشرين ثاني ١٩٧٧ دخل مدينة مجد الكروم ٢٠٠ من افراد الشرطة وحرس الحدود وذلك لتأمين هدم منزل أقيم بدون ترخيص. فهرع الكثير من أهالي القرية لمقاومة الهدم ورشقوا الشرطة بالحجارة, لكنهم لم يفلحوا في منع الجرافة من الهدم. وعندما اخذ أفراد الشرطة في مغادرة القرية أغلق الاهالي المحتجون الطريق الرئيسي عكا-صفد. فتلقى افراد الشرطة والذين اصيب منهم ٢٢ شرطيا بجراح أمرا “باطلاق النار في الهواء”, فأسفر اطلاق النار عن مقتل ابن القرية احمد المصري البالغ من العمر ٢٨ عاما. والمنشور التالي تم توزيعه في الذكرى الاربعين لوفاته.)
* * *
حداد ، إحتجاج – ونضال !
ان الحداد على موت الشهيد احمد المصري لهو حداد صادق . والغضب لقتله على ايدي زبانية الشرطة هو غضب عادل .
علينا الا نكتفي بالحداد والغضب .
ان واجبنا هو ترجمة الحداد والغضب إلى لغة النضال : النضال العربي – اليهودي المشترك ضد الاضطهاد ، التفرقة والسلب ، التي تمارس ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني في اسرائيل والأراضي المحتلة .
والتجربة تثبت ان سياسة القمع هذه المنتهجة ضد الفلسطينيين تتنافى مع مصالح يهود اسرائيل . لأن الشعب الذي يضطهد شعبا اخر لا يمكن ان يكون حرا !
ان السياسة التي تمارسها حكومات اسرائيل قد ورطت ولا تزال تورط يهود اسرائيل في نزاع دموي مع العالم العربي بأسره ، وهذه السياسة سوية مع مبتكريها ومخططيها ومنفذيها هي المسؤولة عن الدم المسفوح في منطقتنا – دم الجماهير العربية واليهودية .
وهذه السياسة نفسها هي التي نفذت قبل اربعين يوما في مجد الكروم وهي المسؤولة عن القتل والهدم .
اننا نناشد الجماهير العربية واليهودية في بلادنا بالا تثق بمخططي السياسة الذين يزعمون انهم يسعون الى حل مشاكل المنطقة . ولقد أثبت هؤلاء السياسيون في الماضي مقدرتهم على اقتراف الجرائم والمكائد ، وليس من المستبعد ان يبيعوا مصالح الجماهير بثمن تسوية توطد اركان حكمهم وتمكن لهم متابعة اضطهاد واستغلال شعوبهم .
اننا في هذا الوقت الذي تجري فيه المحاولات للالتفاف على مصالح الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه ، ولتمرير تسوية بدون الممثلين المعترفين لأبناء هذا الشعب – منظمة التحرير الفلسطينية – اننا ندعو الى الالتحام في نضال عربي – يهودي مشترك : من أجل السلام ، من أجل احترام الحقوق القومية والإنسانية لأبناء شعبي البلاد ، الشعب العربي الفلسطيني والشعب اليهودي الاسرائيلي .
مركز المنظمة الاشتراكية في اسرائيل (متسبين)١٧/١٢/١٩٧٧
للإتصال : ص . ب . ٢٨٠٦١
تل أبيب