82 - arabic

“اتسل” ‒ (المنظمة العسكرية القومية) مارست الارهاب مدة تزيد على عشر سنوات .

ونورد هنا جمهرة قليلة من القصص كما جاءت في كتاب “معارك المنظمة العسكرية القومية” لمؤلفه دفيد نيف والكتاب عبارة عن تاريخ وضعه رجال “اتسل” عن منظمتهم .

وهذه القصص التي نوردها مع اختصارنا ليست الا قليلا من عمليات الارهاب الكثيرة التي قام بها “اتسل” فمن شاء الوقوف عليها في الأصل فليرجع الى كتاب نيف ‒ الجزء الأول ص 273 ٬ 277 ٬ والجزء الثاني ص 87 ٬ 79 ٬ 84 ٬ 93 ٬ 94 .

فيما يتعلق بأخلاقية الحرب والمس بالأبرياء نورد جواب جبوتنسكي أستاذ بيغن ومعلمه ٬ كما جاء في كتاب نيف صفه 77 :

“لا تقدموا على قصاص الأبرياء … ثرثرة سطحية منافقة في الحرب في كل حرب أليس كل جانب هو بريء ؟” .

يرجى من القراء الذين يرغبون في مزيد من التفاصيل أو توجيهات الى مصادر ان يتصلوا بهيئة تحرير متسبين .

متفجرات في الأسواق

في 6 تموز 1938 الساعة السادسة مساء نزل عضو “اتسل” الى السوق العربي في حيفا السفلى متخفيا كحمال عربي حاملا جرتي حليب ٬ أثبتت في كل واحدة منها عبوة ناسفة ٬ ووضع الجرتين قرب احدى البصطات وانصرف .

وبعد ساعة تقريبا انفجرت العبوتان واردت كثيرين من الشهداء ممن كان في السوق وأفاد الاحصاء الأول للخسائر ٬ مقتل والحد وعشرين قتيلا واثنين وخمسين جريحا .

بعد يومين انفجرت قنبلة كبيرة قتالة في ساحة الباصات العربية قرب باب الخليل في القدس واودت بحياة ثلاثة وجرحت تسعة عشر من العرب .

في 15 تموز ٬ يوم الجمعة ٬ خرج عضو “اتسل” الى سوق الخضروات العربي في منحدر “البطرك) في القدس ووضع فيه قنبلة كهربائية وانفجرت بعد الانتهاء من الصلاة في المسجد وحينما غصت الشوارع بجمهور كثير قتل عشرة عرب ونقل ثلاثون جريحا الى المستشفى .

وفي 25 تموز بعد عشرة أيام من الانفجار في القدس القديمة ٬ ادخلت قنبلة الى السوق العربي في حيفا مرة أخرى ٬ وزنها يزيد على ثلاثين كيلو غراما ٬ وانزلت على دراجة كصفيحة خيار مكبوس ٬ الى البلدة السفلى حيث حملها رجل “اتسل” على ظهره متخفيا كحمال عربي ونقلها الى مركز السوق ووضعها وسط الجمهور وانصرف .

وانفجرت في ساعات الصباح على بعد عشرين مترا من مكان انفجار السادس من تموز ‒ الوارد ذكره ‒ وقتلت عشرات من الناس ٬ قتل خمسة وثلاثون عربيا ونقل سبعون جريحا الى المستشفيات وفقا للاعلانات الرسمية وحسب تقديرات “اتسل” غير الرسمية سقط سبعون قتيل !

وخرج في اليوم نفسه رجال “اتسل” في عمليات أخرى في شوارع حيفا المجاورة لتجمعات السكان العرب وكانت العمليات : اطلاق النار على السابلة العرب وكمن رجلان من “الاتسل” في ضاحية “هرتسليا” غربي ‒ هدار هكرمل ‒ فمر بهما رجل على رأسه طربوش ٬ فأطلقوا النار وأصابوه اصابة بليغة وهربوا .

واتضح لاحقا ان الرجل توفى متأثرا بجراحه وانه كان يهوديا سفراديا من اليهود الذين اعتادوا وضع الطربوش على رؤوسهم .

وفي 26 أب حمل رجل “اتسل” قنبلة الى سوق دير صالح في يافا تحت ستار صفيحة خيار مكبوس تزن أربعين كيلو غراما ٬ وكان يرتدي سروالا وقميصا مخططا .

وروع الانفجار يافا وسمع في ارجاء تل أبيب ٬ ووفق الاعلان الرسمي سقط في المكان أربعة وعشرون عربيا وجرح خمسة وثلاثون .
هجوم على قرية

في 29 أيار 1939 هوجمت قرية بير عدس المجاورة لكفار سابا ومجديئل وتوغل رجال “اتسل” في القرية ودخلوا بعض بيوتها قبل الفجر وألحقوا الاضرار بالسكان ٬ أصيب عشرة من سكان القرية بينهم أرع قتلى من النساء وطفل جريح .

قنبلة في سينما

وفي اليوم نفسه وضع رجال “اتسل” متفجرات في قاعة سينما “ريكس” في منحدر شارع الأميرة ماري في القدس ٬ وضعت القنابل على ارتفاع موازي لرؤوس النظارة في القاعة كي تكون الشظايا أشد فتكا كما وضعت خطة هجوم بالقنابل واطلاق النار على الجمهور الهارب الى خارج القاعة اثر الانفجار .

وكان حصاد الدم ‒ ثمانية عشر قتيلا ادنى مما خطط رجال “اتسل” ذلك لأن العصابة التي أعدت لاطلاق النار على الجمهور لم تفتح نيرانها بسبب خطأ في التوقيت .

اطلاق النار في بيارة

في 16 نيسان 1936 خرج رجلان من “اتسل” مسلحين بالمسدسات على دراجتين صوب الطريق الرئيسي الى كفار سابا ٬ ووضعا الدراجتين قرب جسر اليركون ودخلا بيارة قريبة حيث يقوم هناك كوخ يسكنه عرب .

في الغداة عثر على ساكني الكوخ صريعين جثة أحدهم في الكوخ وجثة الآخر في الخارج ٬ لقد توفى متأثرا بجراحه بينما كان يحاول الذهاب لالتماس المساعدة .

قنبلة في مقهى

في 22 اذار 1937 خرج اثنان من رجال “اتسل” الى طريق تل أبيب ‒ القدس على دراجتين يحملان قنبلة ولما بلغا قرية يازور ٬ قرية عربية كانت قائمة على الطريق قرب “مكفي اسرائيل” توقفا قرب مقهى كبير والقيا القنبلة في داخله وأصيب كثير من الجالسين في المكان ٬ اصابة بعضهم بليغة .

مجزرة دير ياسين

في 9 نيسان 1948 هوجمت القرية العربية دير ياسين الواقعة على مشارف القدس ٬ وتم احتلالها على أيدي قوة مشتركة من “اتسل” و”ليحي” .
نتائج المعركة : من الجانب اليهودي المعتدي أربعة .

ومن الجانب العربي المعتدى عليه مئتان وخمسة وأربعون قتيلا بينهم الأطفال والنساء والشيوخ .

وقد نشر جنرال الاحتياطي مئير بعيل الذي كان ممثل “الهاجناه” في المكان ٬ شهادته في “يديعوت أحرونوت” ‒ 4 نيسان 1972 :

“لقد اكتشف القرويون مقاتلي المنظمة السرية الى دير ياسين قبل ان يطلق المهاجمون الرصاصة الأولى اذا الرصاصة الأولى أطلقها سكان القرية ٬ اقتحم المهاجمون القرية واصطدموا بمقاومة ضعيفة . فر جميع الرجال بسلاحهم الى خارج القرية بينما تبقى داخل البيوت عدد ضئيل من الرجال وكثير من الأطفال والنساء وخلال فترة قصيرة سيطر الغزاة على معظم القرية ما عدا الجزء الغربي منها” .

وفي سياق شهادته يفيد بعيل ان قوة من “البلماح” استدعيت لمساعدة “اتسل وليحي” لاحتلال الجزء الغربي من القرية ٬ وقد نصح بعيل بنفسه والذي تواجد في المنطقة ٬ لرجال “البلماح” بمغادرة المكان فورا “والا يتورطون” ٬ فعملوا بنصيحته وغادروا المكان .

ويروي بعيل في شهادته ما يلي : ‒

“كان الوقت ظهرا عندما انتهت المعركة وصمت الرصاص وهدأ الجو الا ان القرية لم تستسلم ٬ وخرج مقاتلو “اتسل” و”ليحي” من مخابئهم وأخذوا يقومون بعمليات تطهير داخل البيوت وأطلقوا النار من كل ما كان في أيديهم من سلاح ٬ وألقوا المتفجرات داخل المنازل وأطلقوا النار على كل من رأوه داخل البيوت بما في ذلك النساء والأطفال ٬ وحتى القواد لم يحاولوا منع القتل المشين” .

“لقد تضرعت أنا وبضع نفر من سكان القدس الى القواد ان يكفوا أيدي جنودهم عن اطلاق النار لكن دون جدوى ٬ وفي غضون ذلك أخرج خمسة وعشرون رجلا من البيوت ونقلوا في سيارة شحن الى “طواف نصر” ٬ على غرار “نصر روماني” في احياء محنيه يهودا وزخرون يوسف وبعد الطواف جلبوا الى كسارة بين جبعات شاؤول ودير ياسين وقتلوا رميا بالرصاص ٬ ومن تيقى على قيد الحياة من نساء وأطفال نقلوهم ٬ في سيارة شحن الى بوابة مندلباوم” .