مناحم بيغن وشريكه سيمحا ايرليخ

مناحم بيغن وشريكه سيمحا ايرليخ

[نص البيان الذي نشرناه في “هآرتس” 2/6/1977]

“اللهم انك اصطفيتنا للسلطة” ردد البجينيون هذا القول على مر السنين والآن هم على وشك تسلم السلطة يجازون ربهم جزاءا وفاقا : يسبحون اسمه ويمجدونه ويرددون كلماته ويحلفون ان يمتثلوا بأوامره وعوضا عن الله كروح تجريدي تتجلى امام ابصارنا الهات كثيرة صغيرة من لحم ودم : اله على هيئة شرطي شديد الحرص على القانون والنظام ٬ اله على هيئة ضابط يسوقنا الى ساحات الردى في أوقات متقاربة أكثر مما مضى ٬ اله على هيئة معلم يتلو ويردد توراته تباعا واه على هيئة وزير ‒ طبعا ‒ يدير باسمنا سياسته المقدسة .

وقد يسمى الشرطي الالهي ‒ أمنون لين والضابط الالهي ‒ أريئيل شارون والمعلم الالهي ‒ جيئولا كوهين والوزير الالهي ‒ زبولون هامر ٬ كثيرة أوجه حكومة السماء لكن الله واحد لا اله غيره وبواسطة رسوله ونبيه مناحيم بيغن كتب علينا حكومة الليكود .

*     *     *

يجب علينا تمزيق قناع القدسية عن وجه الحكومة المقامة الآن وتعرية رؤسائها ووزرائها .

واذا أسقطنا قناع القدسية عن وجه الحكومة المقامة الآن وعرينا رؤسائها ووزرائها يتبدى لنا ان مملكة السماء قد وهبت لبيغن وأصحابه كارث خاص منذ الأزل وان مملكة الأرض يحكمها قديسون من جنس آخر : أصحاب الرساميل والصناعة ٬ تجار البورصة والمضاربون من التجار .

اذا هنالك فريقان من الناس في الحكومة قريبة القيام : فريق همه الأكبر في الدار الاخرة والآخر همه الأكبر في هذي الدنيا ٬ وأهل الاخرة من اتباع بيغن يسيرون على هدي الكتاب المقدس وأهل الدنيا تحت راية ايرليخ يسيرون على هدي معطيات البورصة .

ولا يؤدي احدا منهم ان يبص بعضهم في أوراق بعض لتنسيق مواقفهم ودفع مسيرتهم المشتركة الى الأمام : تصعيد اضطهاد الشعب العربي الفلسطيني ٬ الاستمرار في طرد أبناءه من أراضيهم والاستيطان في أماكنهم وتصعيد استغلال العمال وسائر الأجيرين في اسرائيل ومواصلة تحديد حرية نضالهم ومنعهم من ممارسة حقهم في التنظيم للدفاع عن أنفسهم ٬ تلك هي بايجاز ووضوح رسالة الليكود وشركائه .

يقال ان كل ما يعزم الليكود على القيام به بواسطة الحكومة التي سيؤلفها ٬ قد تم تنفيذه على أيدي الحكومة السابقة ٬ ان في هذا الرأي لكثير من الصواب .

*     *     *

يعد الليكود بتطهير الرأسمالية الاسرائيلية من تدخل الحكومة أكثر من اللازم ٬ على حد زعم الليكود هذا التدخل يسمى بلغة التحليل الليكودية “اشتراكية” ولهذه الغاية ‒ منع التدخل ‒ استقدم الليكود أعرق اقتصادي العالم رجعية ‒ ميلتون فريدمان ‒ ليكون مستشارا للحكومة الجديدة ٬ وهذا الفريدمان الذي عمل مستشارا لباري جولدووتر تم مستشارا للقتلة الفاشيين الذين تسلطوا على تشسلس ٬ لم يغير جلده منذ ذلك الحين جاء في ‒ يديعوت أحرونوت ‒ 24/5/1977 م :

“لن تتعدى وظائف الحكومة حسب نظرية فريدمان ذلك المجال الضيق الذي كان قائما في اواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر : خارجية ٬ أمن ٬ شرطة ٬ وقضاء ٬ ويحظر على الحكومة الاضطلاع بشؤون التعليم ٬ الصحة ٬ البريد وسواها ٬ هذه جميعها يجب ان تكون في أيد خاصة ويجب ان تفرض أسعارها حسب قوى السوق” . وسيصعد الليكود استغلال العمال وسائر الأجيرين في اسرائيل ويعمق التشريع الديني ‒ العنصري ريحكم نير الاضطهاد للجماهير الفلسطينية ٬ ويوسع أبعاد التشريد ويقيم المزيد من المستوطنات وان كان المعراخ قد عذبنا بالكرابيج فلسوف يعذبنا بالعقارب الليكود .

*     *     *

نحن في نهاية عهد وبداية عهد جديد في اسرائيل ٬ الليكود يخلف المعراخ ٬ “حركة العمل الصهيونية” تخلي مكانها ‒ للمعسكر المدني (مصطلح من المعجم الصهيوني) واليسار الصهيوني يخلي مكانه لليمين الصهيوني .

عشر سنين فقط مرت على حرب حزيران 1967 واحتلال الأراضي العربية ٬ ونعود لنتأكد مرة أخرى من صحة مقولة “ان شعب يضطهد شعبا آخر لا يمكن أن يكون حرا” فلينظر القراء الى المغزى في هذا الحال : الجيش الذي احتل قبل عشر سنين غزة والقدس ونابلس والقنيطرة احتل في هذه الأيام مطار اللد لكي يكسر اضرابا ولا يزال الاضطهاد طويل الباع .

لا يبشر التغيير في الحكم خيرا للجماهير اليهودية والعربية في هذه البلاد ان شعب يضطهد شعبا آخر لا يمكن أن يكون حرا ستزداد أوضاعهم سوءا وان قام الحكم الأمريكي ‒ ولاعتبارات امبريالية كونية ‒ بلجم رجال بيغن فانهم سيبقون على نصيب من الحرية النسبية لاحكام نير الاضطهاد على الجماهير المتواجدة تحت حكمهم المباشر .

مع ان القيادة الوطنية الفلسطينية “م.ت.ف” تستطيع ان تحظى بقليل أو كثير من مطبخ كارتر للتسويات فانه لا منفذ للجماهير اليهودية والعربية من وراء البحر !

وما لا تخلصه الجماهير بأيديها لن يعطى لهل من أيدي الاخرين ان شعب يضطهد شعبا آخر لا يمكن أن يكون حرا وان لم تدافع الجماهير عن نفسها امام هجمة مضطهديها ومستغليها فلن يفعل ذلك أحد سواها .

على هذه الأرضية يبرز بكل حدة عجز المعارضة الشيوعية “ركاح” وعجز المعارضة الصهيونية “شيلي” .

ويمعن فلنر وألياف أنظارهما عبثا صوب اليمين في بحث يائس عن نصير بين خرائب الصهيونية “الاشتراكية” .

*     *     *

يتوجب على جميع من تعنيهم قضايا الديمقراطية والاشتراكية ان يدقق في أعماله وان يطرح مواقفه وسياسته ووسائل ممارسته على بساط النقد . لذلك فاننا نقترح على جميع الأحزاب والمنظمات والفئات التي رفعت راية الديمقراطية والاشتراكية ان تلغي المقاطعات وان تكف عن الطعن والتشهير تمهيدا لاقامة منبر مشترك لمناقشة مشتركة ومفتوحة لمسائل النضال الضرورية ضد الاستغلال وضد الاضطهاد .

اننا نعرب بذلك عن رغبتنا واستعدادنا للعمل المشترك سوية مع قوى أخرى ‒ منظمات وأفراد ‒ ضد القوى اليمينية ان شعب يضطهد شعبا آخر لا يمكن أن يكون حرا الدينية ‒ الشوفينية والفاشية .

اننا ندعو أنصارنا الى التعبئة للنضال وتعزيزه ان شعب يضطهد شعبا آخر لا يمكن أن يكون حرا ان المهمات الملقاة علينا فوق طاقتنا والوقت ضيق .

مركز المنظمة الاشتراكية الاسرائيلية “متسبين”