أعلنت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي العربية ٬ يوم الثلاثين من آذار كيوم الأرض ٬ يوما يضرب فيه العرب الفلسطينيون في اسرائيل ٬ ويتظاهرون امام الكنيست في القدس ٬ ضد سياسة مصادرة أراضيهم على أيدي الحكومة .

وكعادتها ردّت السلطات على ذلك بلغة التهديد والوعيد ٬ ومنعت اجراء المظاهرة في القدس وقامت باستعراض عضلاتها امام العرب . وكانت “يديعوت أحرونوت” قد نشرت في 14 آذار 1976 ٬ قبل يوم الأرض بأسبوعين ٬ خبرا يبدو كأنه ساذجا : “دخلت أمس قوة من حرس الحدود الى الناصرة ٬ لمكافحة أعمال الشغب والعنف ٬ وسيجوب رجال هذه الوحدة الناصرة بسياراتها ٬ وهم مدججون بالسلاح ومزوّدون بالهراوات والتروس والغاز التي تستعمل ضد الاجرام والعنف” .

رجال حرس الحدود يضربون زوج رئيس بلدية الناصرة توفيق زياد ٬ بينما هي تحاول صدّهم عن اقتحام منزلها في يوم الأرض

رجال حرس الحدود يضربون زوج رئيس بلدية الناصرة توفيق زياد ٬ بينما هي تحاول صدّهم عن اقتحام منزلها في يوم الأرض

وقد رأى مراسل هذه الصحيفة ضرورة لتبرير ذلك بقوله “ليست هنالك أية صلة بين ادخال ذوي القبعات الخضر الى الناصرة وبين التطورات السياسية الأخيرة …” ‒ لم يكن ذلك بالطبع الا كذبا مفضوحا . وسطعت الحقيقة يوم الأرض . فأنظر مثلا الصورة التي تظهر في هذا العدد ٬ حيث يبدو فيها رجال حرس الحدود يضربون زوج رئيس بلدية الناصرة توفيق زياد ٬ بينما هي تحاول صدّهم عن اقتحام منزلها في يوم الأرض .

ومع اقتراب موعد الاضراب ٬ اضطرت الحكومة الى ابراز أنيابها . فقبل يوم الأرض بأربع وعشرين ساعة ٬ طلعت “يديعوت أحرونوت” على قرائها وبالعنوان الرئيسي ٬ ان “قوات الأمن” قد اتمت انتشارها في الناصرة والقرى العربية . ما معنى “انتشار” ؟ هذه لفظة مأخوذة من المعجم العسكري . وهي تثبت ٬ من حيث لم يشأ مستعملوها ٬ ان السلطات عاملت المناطق العربية كمناطق محتلة ٬ وجاء في سياق الخبر أن تواجد قسم من هذه القوات كان “مستعرضا في المنطقة” ٬ كيف استعرض هذا التواجد ؟ جاء الجواب على ذلك في حصاد الدم بعد أربع وعشرين ساعة .

وعلينا ألا ننسى ان قوات الأمن” التي استخدمت في الناصرة ودير حنا وسخنين وعرابة وفي الكثير من القرى العربية قد خبرت عمليات القمع الجماهيري .

لقد مارست هذه القوات خبرتها في الضفة والقطاع . والحقيقة ان التطورات السريعة لأحداث يوم الأرض كادت تنسينا ذكرى الأحداث الدامية التي وقعت في مدن الضفة الغربية وقراها قبل يوم الأرض بايام قلائل .

الصبى علي حسين أحمد عفانة ٬ من أبو ديس ٬ قرب القدس ٬ قتل باطلاق النار عليه اثناء مظاهرة للأطفال والشباب ضد الاحتلال

الصبى علي حسين أحمد عفانة ٬ من أبو ديس ٬ قرب القدس ٬ قتل باطلاق النار عليه اثناء مظاهرة للأطفال والشباب ضد الاحتلال

ان مصرع الصبى ٬ علي حسين أحمد عفانة ٬ من أبو ديس ٬ قرب القدس ٬ والذي قتل باطلاق النار عليه اثناء مظاهرة للأطفال والشباب ضد الاحتلال ٬ لأكبر دليل على وحشيّة الاحتلال ونفاق أنصاره .

أين أحاديثهم السامية عن قدسيّة حياة الانسان ؟ وأين تلاشت كل خطبهم الرنانة عن الثأر لدم طفل صغير ؟ لقد خرست ألسنتهم ازاء الدم العربي المسفوك بأيدي قوات الغزو ٬ لأنهم عنصريون يميزون بين دم يهودي ودم عربي .

فليستيقظ من أبناء الشعب اليهودي الاسرائيلي من لم يغرق نهائيا في مستنقع العنصرية وليحاسبوا أنفسهم … ان اليد التي قتلت الطفل في أبو ديس قد أردت شهداء آخرين في الشهر نفسه : أحمد الشيخ ديب دحلول ٬ من بلدة سلفيت ٬ حميدان أسعد أبو رميلة ٬ من الخليل ٬ وتمام عبد الرحمن ستيتة (أم توفيق) من نابلس . واثناء كتابة هذه السطور ٬ نقلت الأنباء مصرع الطفل جميل عرفات من رام الله .

ماذا جرى في يوم الأرض ؟

لقد استخدمت السلطات قوتها لارهاب العرب في اسرائيل لكي لا يتظاهروا ولا يضربوا . لم يكتف السلطات بتهديد العمال العرب بالاقالات . ولم تكتف بالقانون الاستعماري الذي يمكنها حظر اجراء مظاهرة ٬ ولم تكتف كذلك بوسائل “الاقناع” لعملائها في الناصرة والقرى . ولم تدفع الى المعركة بقوات الشرطة فحسب بل دفعت بقوات حرس الحدود وقوات الجيش .

القدس المحتلة : "تعايش سلمي"

القدس المحتلة : “تعايش سلمي”

ان استخدام السلطات لقوات حرس الحدود والجيش ضد السكان العرب في اسرائيل ٬ ذو مدلول يفضح السياسة الصهيونية بكاملها . فهذا الاستخدام يعرى ما حاول الصهاينة تغطيته لسنوات عديدة ٬ وهو أن الحدود الحقيقية لدى الصهاينة ٬ ليست تلك الحدود المخطوطة في الخرائط ٬ على شكل خط أخضر (هدنة 1949) ٬ أو بنفسجي (خط وقف اطلاق النار سنة 1967) ٬ وانما هو ذلك الخط الفاصل بين مناطق الاستيطان اليهودي والمناطق الآهلة بالعرب . معنى ذلك أن المنطقة التي تسيطر عليها الصهيونية نظريا وعمليا ليست تلك المرسومة في الخرائط ٬ بل تلك المنطقة التي تكون الأرض فيها ملكا لليهود والسكان فيها يهودا . تلك حدود الصهاينة ٬ من هنا يسهل علينا أن ندرك كنه تكالب السلطات لتنفيذ “تهويد الجليل” ٬ مثلا ٬ و”تهويد” مناطق أخرى .

ان السياسة التي مارستها الحكومة في يوم الأرض ‒ سياسة قديمة في مظهر عنيف جديد ‒ تدين مبيّتيها ومدبّريها ومنفّذيها : انهم يعتبرون كل عربي عدوا لهم ٬ وكل منطقة عامرة بالعرب منطقة عدو . وحيثما تواجد يهودي بقرب عربي ٬ يجعل الصهيوني بينهما حدودا ٬ لكي بفرق ويفصل ويميز عنصريا . وبذلك يُعدّ الصهاينة المصير المرّ ليهود اسرائيل ٬ مصير جمهور يعيش في جيتو محاصر ٬ تضرب بينه وبين جيرانه عداوة أبدية .

لقد حوّلت السلطات يوم الأرض الى يوم من دم . الارقام تتحدث : ستة قتلى ٬ عشرات الجرحى ومئات المعتقلين . وجميع القتلى عرب !

من المجرم ؟ وعلى من تقع مسؤولية الدم المسفوك ؟

جوابنا صريح ومطلق : السلطات هي المجرمة وهي المسؤولة عن الدم المسفوك .

وهذه الجريمة التي نحمّلها للسلطات ٬ ذات وجهين : تأريخي وواقعي . الوجه التاريخي مرده الى أن عرب هذه البلاد من أبناء الشعب العربي الفلسطيني كانوا خلال عشرات السنين التي خلت ٬ وقبل قيام دولة اسرائيل ٬ الضحية المباشرة والرئيسية لمخطط الاستيطان الصهيوني . بعضهم جرد من أرضه ٬ بعضهم أجلى ٬ وبعضهم استغل واضطهد . وليس هذا ساريا على الماضي . بل وعلى الحاضر . فالى يومنا هذا فان الشعب العربي الفلسطيني هو شعب من اللاجئين ٬ والمحتلين ٬ والمضطهَدين والمستغَلين .

الناصرة : مدينة محتلة

الناصرة : مدينة محتلة

وأما الوجه الواقعي للجريمة فقد تمثل في يوم الأرض عندما أمرت السلطات باحتلال تجمعات الأهالي العرب في الناصرة والقرى العربية ٬ وبذلك تكون هي المسؤولة عن الاستفزازات والاصطدامات عشية يوم الأرض وفي اليوم ذاته . وأتت بالدليل على ذلك صحيفة “معاريب” العنصرية (1/4/1976) ٬ حيث نشرت تقريرا عما وقع في كفر قاسم وعن “رجال الشرطة الذين أصابهم الوابل الأول من الحجارة ٬ فصدرت اليهم الأوامر العليا بمغادرة القرية فورا …” .أجل لقد خشيت السلطات من وقوع اصطدامات في كفر قاسم القرية المشهورة ٬ التي ذبح تسعة وأربعون من أبنائها بأيدي حرس الحدود سنة 1956 . ولذا أمرت السلطات قواتها بالخروج من القرية ٬ انطلاقا من الاعتقاد المعقول ٬ ان اخراج القوات المسلحة من القرية سيتساهم في تهدئة الوضع .

لم نكتف بالقليلة من المعلومات التي وردت في الصحف اليومية المجندة في خدمة القضية الصهيونية والحافلة صفحاتها بالأكاذيب المفضوحة . ولم نوهم أنفسنا كذلك بفائدة الانتظار لاقامة “لجنة تحقيق” ما . اننا ندرك أنه لتعرية السياسة الاسرائيلية ٬ ولتجنيد قوة لمكافحتها ٬ لا تكفي الاشارة الى الجذور التأريخية لنزاع بين الصهيونية والفلسطينيين ٬ بل يجب كشف النتائج الاجرامية لهذه السياسة والتشهير بها ٬ كما تظهر يوميا ٬ وخاصة في يوم كيوم الأرض . من أجل ذلك فقد قمنا بجمع الشهادات من مصادر مباشرة من تلك القرى التي “اشتهرت في الأخبار” وكذلك من القرى التي لم تذكر في الصحف والراديو والتلفزيون . وسننشر هذه الشهادات التي نجمعها الآن ٬ في كتيب خاص يكون بمثابة كتاب أسود .

جلجولية : يسقط الارهاب ٬ كن عربيا وأضرب في 76/3/30

جلجولية : يسقط الارهاب ٬ كن عربيا وأضرب في 76/3/30

ولكي نجسّد لك أيها القارئ أكاذيب السلطات التي تبثها عن طريق وسائل الاعلام ٬ نورد لك بعض الحقائق بايجاز .

الأولى ٬ حقيقة بسيطة ٬ قائمة على الصحف اليومية ذاتها . نشرت “معاريب” (31 آذار) أن شابا عربيا قد قتل قرب قرية كفر كنا ٬ على أثر شجار بين عائلتين . “عل همشمار” ٬ (نفس اليوم) تدعى أنه توفى جريح نتيجة اصطدام عنيف بين شباب كفر كنا و”قوات الأمن” . “دفار” (نفس اليوم) تتحدث عن تفريق مظاهرة نساء وفتيات من كفر كنا باستعمال قنابل الغاز ٬ وفي خلال الحادث قتل الغلام ابن الخامسة عشرة .

فكّر بنفسك : ما هي الحقيقة ؟ كيف قتل الغلام ؟ نتيجة لشجار عائلي أم نتيجة لتفريف مظاهرة نساء وفتيات ؟ استنتاجنا : جميع الصحف اليومية في اسرائيل تكذب عندما تتحدث عن “قوات الأمن” التي تقوم بقمع العرب سواء كان ذلك في الضفة والقطاع ٬ في الجليل أو في المثلث .

والكذبة الثانية من “دفار” (31 آذار) : “في قرية الطيرة حاول السكان اضرام النار بسيارة شرطة بينما كان داخلها أربعة من رجال الشرطة . وعندها اطلقت النار باتجاه المشاغبين ٬ فأصيب أحدهم اصابة بالغة ٬ وتوفى في وقت لاحق في المستشفى” .

هكذا تكذب “دفار” بكل وقاحة ٬ وتلفق قصة لا أساس لها .

الطيبة : رأفت حسن سعيد حسن زهيري ٬ من مخيم اللاجئين نور شمس ٬ قتل في يوم الأرض عندما كان يتظاهر في مركز الطيبة

الطيبة : رأفت زهيري ٬ من مخيم اللاجئين نور شمس ٬ قتل في يوم الأرض عندما كان يتظاهر في مركز الطيبة

في قرية الطيرة وقعت اصطدامات عنيفة بين القوات المسلحة الاسرائيلية وبين القرويين العزل . ولكن لم يقتل انسان قط في الطيرة . وأما الشاب الذي قتل رميا بالرصاص وذكر في الصحف ٬ فقد قتل في قرية الطيبة التي في المثلث ٬ قتل عندما كان يتظاهر في مركز القرية ٬ وليس “عندما كان يحرق سيارة شرطة وبداخلها أربعة رجال شرطة” . لم يحرق سيارة قط . لقد قتل رميا بالرصاص من مسافة ثمانين مترا . أصابته رصاصتان في رأسه وصدره ٬ اثناء وقوفه في شارع رئيسي في القرية . وفورا بعد أن قتل رميا بالرصاص غادرت “قوات الأمن” القرية كالمجرمين وقد قبض عليهم متمسكين بالجريمة . وهذه التفاصيل رواها لنا أبناء الطيبة أثناء جمعنا للشهادات .

وسمعنا شهادة أخرى من أبناء عائلة القتيل ٬ في مخيم اللاجئين ٬ نور شمس قرب طولكرم : أن الشاب الذي قتل في الطيبة هو ابن لعائلة من اللاجئين الفلسطينيين من قرية قنير التي كانت موجودة حتى سنة 1948 ٬ في المنطقة التي أقيمت عليها الدولة . القرية غير موجودة اليوم . على أرضها أقيمت مستوطنة يهودية . لقد نزحت عائلة الشاب القتيل ‒ رأفت حسن سعيد حسن زهيري ‒ عن قريتها بعد أن احتلتها القوات الاسرائيلية . وانتقلت الى قرية عرعرة التي كانت وقتئذ خارج سلطة اسرائيل . ولمدة شهرين أقامت هذه العائلة مع عائلات أخرى من اللاجئين بين أشجار الزيتون في عرعرة ٬ الى أن كانت الاتفاقية بين الملك عبد الله وبن غوريون . فتم تحويل عدد من القرى ٬ ومن ضمنها عرعرة ٬ الى سلطة اسرائيل ٬ وقبل تحويل عرعرة الى اسرائيل صدر أمر لجميع “الغرباء” بمغادرة القرية . فاضطرت عائلة زهيري الى استئناف تشرّدها ٬ بعيدا الى جنين ٬ فالى مخيم اللاجئين في نور شمس . حيث تقيم حتى هذا اليوم .

غنى عن البيان أن تقارير الصحف جاءت مقطّعة لتساهم بذلك في تزييف الطابع الشعبي الواسع ليوم الأرض . لقد شمل الاضراب تقريبا جميع المدن والقرى العربية ٬ واقيمت في معظمها المظاهرات وجرت اعتقالات . ونورد هنا فائمة لأسماء القرى التي برز الاضراب فيها ٬ وهي غير كاملة اذ جمعناها من تقارير الصحف اليومية .

في اسرائيل : الطيرة ٬ قلنسوة ٬ باقة الغربية ٬ أم الفحم ٬ عرعرة ٬ عارة ٬ كفر قرع ٬ كفر قاسم ٬ جلجولية ٬ جت ٬ عرب السواعد ٬ سخنين ٬ دير حنا ٬ عرابة ٬ طمرا ٬ دير الأسد ٬ بعنة ٬ ترشيحا ٬ كفر ياسيف ٬ كابول ٬ عين ماهل ٬ الرينة ٬ المشهد ٬ اكسال ٬ يافة الناصرة ٬ المغار ٬ نحف ٬ عبلين ٬ معليا ٬ شفا عمرو ٬ الجديدة ٬ عكا ٬ الناصرة ٬ كفر كنا ٬ حيفا ٬ المكر ٬ والطيبة …

القدس المحتلة : الغاز ضد المتظاهرين

القدس المحتلة : الغاز ضد المتظاهرين

في الأراضي المحتلة : رام الله ٬ لواء طولكرم ٬ نابلس ٬ مخيم بلاطة ٬ قلقيلية ٬ جنين وقرى كثيرة في مناطق نابلس ٬ بيت لحم ٬ بيت ساحور ٬ البيرة ٬ بيت جالا ٬ غزة ٬ خان يونس ٬ مخيم الشاطئ . وفي سجن الرملة أضرب حوالي خمسين معتقل “أمنيا” عن العمل ٬ تضامنا مع اضراب يوم الأرض .

*     *     *

نحن مستمرون في جمع الحقائق عن أحداث يوم الأرض . ونرجو القراء الذين لديهم شهادات أو صور ‒ لم تنشر بعد ‒ أن يبعثوا بها الينا ٬ أو يتصلوا بهيئة تحرير “متسبين” .

*     *     *

لقد حولت السلطات يوم الأرض الى يوم من دم ٬ مساهمة بذلك ٬ ضد مشيئتها ٬ في المزيد من انهيار سياستها المعتمدة . فهذه السلطات التي دأبت خلال سنوات على انكار وجود الشعب العربي الفلسطيني ونفى حقوقه الانسانية والقومية ٬ أبرزت الآن أن الشعب الفلسطيني ليس فحسب حي موجود ٬ بل أبرزت أيضا ان أولئك الذين سمتهم هذه السلطات “عرب اسرائيل” هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني .

وبالنسبة لنا لا يوجد هنالك أي تجديد . نحن نعتقد أن يوم الأرض وما واكبه من نضال ٬ لا ينفصل عن النضال في الأراضي المحتلة ٬ اذ أن قمع المظاهرات في الأراضي المحتلة والجليل والمثلث هو جزء من السياسة الصهيونية الرامية الى اسقاط القضية الفلسطينية من جدول أعمال السياسة العالمية والمحلية ٬ لتثبيت وضع راهن جديد من خلال نهب الأراضي وتجاهل وجود الفلسطينيين القومي وطمس حقوقهم في الأراضي المحتلة وداخل اسرائيل .

أننا نتضامن مع كفاح أبناء الشعب الفلسطيني ضد سياسة الاستيطان الصهيوني على شتى صوره وأشكاله في الأراضي المحتلة وداخل اسرائيل على حد سواء .

لقد اعتبرنا ٬ وما زلنا ٬ العرب في اسرائيل جزءا من الشعب العربي الفلسطيني ٬ وأننا نعترف بحقهم في تقرير المصير وسنبقى نناضل ضد قمع أطماحهم القومية .

وكاشتراكيين فاننا لا نؤيد بالحتم تحقيق حق تقرير المصير في دولة قومية منفردة ٬ ولسنا في عداد بناة الحواجز القومية ٬ بالعكس ٬ اننا نعمل من أجل تطوير نضال عربي ‒ يهودي ضد الصهيونية والرجعية العربية ٬ ودفعه الى الأمام ٬ على أساس من الاعتراف المتبادل بالحقوق القومية لكلا أبناء الشعبين . وعلى أساس كهذا فقط ٬ يمكن التوجه الى أبناء الشعب العربي الفلسطيني والشعب اليهودي الاسرائيلي لتحقيق حقهم في تقرير المصير دونما اكراه ٬ وذلك ضمن اطار سياسي مشترك بدون تفرقة عنصرية ٬ بدون اضطهاد قومي وبدون استغلال طبقي .

هيئة تحرير متسبين