نص المنشور الذي أصدره ووزعه اتحاد لجان الطلاب الجامعيين العرب في البلاد بمناسبة يوم الأرض (30/3/1976) وجرى توزيعه في القرى العربية :
يا جماهير شعبنا الفلسطيني !
ان الهجمة الصهيونية الحالية على البقية الباقية من أراضينا هي جزء لا يتجزأ من المخطط الصهيوني العنصري الذي بدأ تنفيذه منذ أواخر القرن الماضي ٬ ولا يزال مستمرا الى يومنا هذا . ويهدف هذا المخطط الى تهويد كامل التراب الفلسطيني والى تجريد شعبنا العربي الفلسطيني من أرضه ووطنه وتشريده عن دياره .
أننا لا نرى أي فرق بين الاستيطان الاستعماري الصهيوني في قدوم وعقربة والخان الأحمر ومشارف رفح والخليل وبين الاستيطان الاستعماري الصهيوني في النقب والمثلث والجليل .
ان من واجبنا في هذه المرحلة من الكفاح ضد الصهيونية ٬ ومنعا لتمريق هذه الموجة من النهب والتهويد سواء داخل “الخط الأخضر” أو في الأراضي العربية المحتلة ٬ أن نستخلص ونستوعب التجربة التأريخية الخطيرة التي مرّ بها شعبنا منذ بدأ الغزو الصهيوني لأرضه . وعلينا أن نذكر جيدا العواقب المصيرية الوخيمة التي جرتها على شعبنا القيادات والزعامات الرجعية البالية من خلال وقوفها في طليعة نضاله ضد الاستيطان الصهيوني والاستعمار البريطاني .
كما ونؤكد في هذه المناسبة تلك التجربة التي خاضتها جماهير شعبنا داخل “الخط الأخضر” منذ 1948 . فقد قامت الناصرة العليا وكرمئيل وعشرات المستعمرات الصهيونية على أرضنا المصادرة ٬ ذلك لأن النضال ضد التهويد في سنوات الخمسين سقط في أيدي قيادات وزعامات بعضها متواطئ وبعضها يكتفي من النضال بالخطب والأقوال وليس بالأعمال .
وكأننا بالمأساة وهي تتكرر في هذه الأيام . فاحذروا يا أبناء شعبنا من مساومة وتذبذب وتراجع بعض رؤساء المجالس المحلية وغيرهم من عكاكيز السلطة ذوي الماضي الحافل بخدمة الأسياد . فقد نصّب هؤلاء أنفسهم أو نصّبوا في طليعة نضالنا في هذه المرحلة وليس من هدف لهم سوى حفظ مراكزهم المتهافتة تاريخيا ٬ وتمييع نضال جماهيرنا ضد التهويد وافراغه من مضمونه ومسخه وحصره في اجراء المقابلات والمحادثات “البنّاءة” مع العنصريين القابعين في دهاليز أجهزة التهويد .
فلنحذر هؤلاء الذين يتضرعون الى السلطات وينادون بقبول المساواة التي خبرناها من خلال مناورات المستشارين وتكتيكاتهم المفضوحة ٬ كوعدهم بالتعويض عن الأرض المصادرة وكوعد بعضهم بالامتناع عن أي مصادرة لأرض عربية خلال العشرة سنوات القادمة !!
ان قضية الأرض هي قلب القضية الفلسطينية .
ونحن نؤكد هنا بكل عزم واصرار : أن انتفاضة جماهير شعبنا العربي الفلسطيني في الأراضي المحتلة ضد الاحتلال الصهيوني ٬ وان نضال اخوتنا اللاجئين الفلسطينيين من أجل حقهم المقدس في العودة الى أرضهم ووطنهم ٬ وان نضال شعبنا الفلسطيني داخل “الخط الأخضر” ضد التهويد والنهب والاضطهاد القومي والتفرقة العنصرية منذ 1948 ٬ والى هذا اليوم ٬ ان هذه النضالات جميعها هي نضال واحد متكامل لا ينفصم ولا يتجزأ .
ان شعبنا العربي الفلسطيني شعب واحد حيثما وأينما وجد وكان . وأن وطنه واحد . وأن الصهيونية عدو مشترك لهذا الشعب في غزة ورفح واكرت وبرعم والجليل والقدس ونابلس والمثلث والنقب والخليل ٬ وأن هدف الصهيونية واحد ‒ تهويد فلسطين بأسرها وتشريد بقية شعبنا عنها ٬ وأن مصير الشعب الفلسطيني واحد وأن كفاحه واحد .
- يسقط الاحتلال الصهيوني وعاش شعبنا المكافح في الأرض المحتلة !
- ليطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين !
- لتتوقف مصادرة الأراضي العربية ولتعود الأراضي المصادرة الى أصحابها !
يا أبناء شعبنا الفلسطيني المكافح ! أيها الفلاحين المسلوبة أراضيهم ! يا عمالنا المضطهدين ٬ أيها الأحرار الصابرين في سجون الاحتلال ! ويا طلابنا الزاحفين ! ان التأريخ يلقى علينا مسؤولية توحيد الكفاح واختيار القيادة الشعبية المخاصة والشريفة لكي يتم احباط المخططات الصهيونية .
ان الطريق السليم ضد الاحتلال والاضطهاد والقمع والتهويد والنهب هو وحدة قوى الشعب .
اتحاد لجان الطلاب الجامعيين العرب في البلاد
30 آذار 1976