shaar76Hيتعاظم الكفاح داخل “الخط الأخضر” ضد السياسة الجديدة ‒ القديمة لحكومة اسرائيل . والمجهود الذي تبذله السلطات في حملة “تهويد الجليل” وسلب الأراضي العربية بحجة “تطوير” الجليل ٬ وكذلك في النقب والمثلث ٬ انما هي دليل على افلاس السياسة الصهيونية . ثمانية وعشرون عاما على اقامة دولة اسرائيل ٬ ثمانية وعشرون عاما من تجاهل القضية الفلسطينية ٬ وصرخة الشعب الفلسطيني تدوّى ليس فحسب من مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن والأراضي المحتلة ٬ بل من قلب الدولة اليهودية .

ان فوز جبهة الناصرة الديمقراطية في الانتخابات لبلدية الناصرة دليل على ان ذلك الجزء من الشعب الفلسطيني الذي يعيش في دولة اسرائيل لن يستسلم لسياسة التفرقة العنصرية والقمع والسلب .

ويشتد الكفاح المعادي لسلب الأراضي . ففي الرابع عشر من شباط شارك الألوف من الأهالي العرب في مؤتمر ومظاهرة في قرية سخنين في الجليل الغربي ضد سلب الأراضي .

لقد باتت “ضرورة” الاستيطان في الجليل أمرا شبه منسى وذلك في غمرة الحماس الاستيطاني في الأراضي العربية المحتلة خلال الفترة التي أعقبت حرب 1967 . ولما اتضح للصهاينة أن مصير الاحتلال الى زوال ٬ راحوا يتسارعون الى ضمان سيطرتهم على الأراضي المأهولة بأكثرية عربية داخل اسرائيل (دون الاقلاع عن الاستيطان في الأراضي المحتلة) .

ويجابه الصهاينة “عقبة” كبيرة ٬ وهي انعدام مرشحين للاستيطان . ومخططات الاستيطان الضخمة لم يحالفها النجاح . يصادرون أراضي الفلسطينيين ٬ ويقيمون عليها المستوطنات التي تبقى شبه خاوية . وفي المستوطنات الزراعية يقوم أصحاب الأرض الشرعيين والتي سلبت منهم بفلاحتها كعمال أجيرين لدى المستوطنات الجدد . وفي المستوطنات الصناعية يشتغل الأهالي العرب الذين صودرت أراضيهم . وهنالك مائة وحدة سكن خالية في قريات أربع ولا توجد طلبات اقامة فيها . وفي كرمئيل فشلت الخطة لزيادة عدد المستوطنين اليهود وذلك في الوقت الذي يحرم على العرب الاقامة في هذه البلدة . وفي (نتسيرت عليت) لا يسمح للعرب الذي يعانون ضائقة سكن في مدينتهم الناصرة ٬ استئجار وحدات سكن الا في حي واحد خاص من (نتسيرت عليت) .

ورغم النتائج غير المرضية لمخططات الاستيطان فان مرحلة المصادرة والسلب مستمرة . وتهدف هذه السياسة الى الحيلولة دون أي امكانية للحياة المشتركة لليهود والعرب وذلك تنفيذا للأوامر الصهيونية كما حددت في نشرة دعائية “للقيرن قييمت” (هعولام هزه ٬ عدد 625) : “تحويل دولة اسرائيل الى ملكية لشعب اسرائيل . انقاذ ملايين الدونمات من الأرض المتروكة من أيدي الملاكين الغرباء . انشاء المستوطنات العبرية الجديدة . تخطيط مشاريع للسكن . ري الأرض وتحريشها بالغابات الخضراء . هذه هي مهمات (القيرن قييمت لاسرائيل) في دولة اسرائيل . ان تحقيق هذه المشاريع بواسطة (القيرن قييمت) معناه المشاركة الأولية في المعركة المضاعفة لتقوية الدولة وجمع الشتات” .