وزع هذا المنشور للمشاركين في اجتماع احتجاجي نظمته [الحركة الصهيونية اليسارية] “موكيد” في 6/3/1976 في مشارف رفح ٬ وللأهالي العرب الذين سلبت أراضيهم في المنطقة :
كل استيطان هو لغم في طريق السلام
في الماضي مارسوا السلب وشعارهم : “دونم هنا ودونم هناك” .
اما في هذه الأيام فقد تغيرت الأبعاد ولم يعد هدفهم دونم هنا أو دونم هناك ٬ بل أصبح المئات والآلاف من الدونمات في مناطق كاملة . مشارف رفح ٬ غور الأردن ٬ جبل الخليل وهضبة الجولان . وكل ذلك على حساب الشعب العربي الفلسطيني مع دوس حقوقه وقمع بنيه .
فالى أين يؤدي ذلك ؟
الجواب واضح : الى تعميق النزاع وتصعيد الكراهية و… الى حرب جديدة . قبل مائة عام عندما شرد فلاحو المطلة عن أراضيهم بمساعدة رجال الجندرما الأتراك زرعت بذور النزاع . ونبتت هذه البذور قبل خمسين عاما عندما شرّد فلاحو الفولة (عفولة) عن أراضيهم بمساعدة رجال الجندرما الانكليز . وما زلنا نأكل من طلع هذا النبات الكريه الى اليوم . ومع ذلك فأنهم لا يزالون يزرعون بدورا جديدة للعداوة على شكل استيطان .
فكيف الخروج من هذه الدائرة المغلقة ومن هذه الوحول ؟
لا يزال هنالك مهاويس يعتقدون ان (سياسة القوة) سوف تخضع الشعوب العربية . وهنالك “معتدلون” مستعدون للانسحاب قليلا ولكنهم يبيّتون لتصعيد سلب الأراضي ومصادرتها داخل “الخط الأخضر” . هؤلاء يدعون الى “تهويد الجليل” و”تهويد المثلث” الخ … هدفهم تطوير البلاد لصالح اليهود على حساب العرب . أولئك هم كذلك أعداء السلام .
ونحن على النقيض منهم نؤمن أنه من أجل الوصول الى السلام يجب الاعتراف بالحقوق الانسانية والقومية لأبناء الشعب العربي الفلسطيني وارساء العلاقات بين الشعبين على أساس من المساواة .
كيف يتم ذلك وبأي شكل ؟
حول هذا السؤال يدور الجدل في أوساط الجمهور الذي يتظاهر اليوم هنا وفي أوساط الفلسطينيين كذلك . ولكن هنالك حقيقة واحدة يجب على أنصار السلام ألا يجادلون بها :
من أجل الاعتراف المتبادل بحقوق شعبي البلاد ‒ الشعب العربي الفلسطيني والشعب اليهودي ‒ الاسرائيلي ٬ يجب انهاء السلب والمصادرات والاحتلال والاضطهاد . أن الغاء الاستيطان هو مساهمة من أجل السلام . والانسحاب من الأراضي المحتلة هو تقدم للوصول الى السلام .
هلمو لنكافح سوية في صفوف مرصوصة من أجل هذه الأهداف .
المنظمة الاشتراكية الاسرائيلية (متسبين)
6 آذار 1976