صدر مؤخرا عن الدائرة السياسية بوزارة التربية والتعليم في جمهورية اليمن الديمقراطية العدد الأول من مجلة “التربية الجديدة” . وهي أول مجلة تربوية سياسية ب 154 صفحة من القطع المتوسط ٬ وتصدر كل ثلاثة أشهر ويرأس تحريرها الزميل سالم بكير .
ويأتي صدور “التربية الجديدة” في أعقاب المؤتمر العام السادس للتنظيم السياسي للجبهة القومية ٬ الذي وضع اليمن الديمقراطية على أعتاب المزيد من التحولات الديمقراطية والاجتماعية الجذرية . ولا سيما وان برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية ٬ أكد على أهمية الدور الذي تلعبه التربية والتعليم في حل المسائل الاجتماعية والثقافية الهادفة الى خلق ثقافة جديدة تنسجم وعملية اعادة صياغة هيكلية المجتمع اليمني . لأن قضية التربية هي ظاهرة اجتماعية وتاريخية وجزء من البناء الفوقي وترتبط بشكل كلي بتطور قوى الانتاج وعلاقات الانتاج . ومن هنا ٬ فان نمط التربة في المجتمع الرأسمالي ٬ يختلف عنه في المجتمع الاشتراكي . الأمر الذي يوضح الحاجة فعلا الى بلورة مفهوم التربية والتعليم .
وفي البلدان العربية يتضح بصورة غاية في الاقناع مدى عقم المناهج ووسائل التربية القائمة حاليا في الاستجابة لحركة التاريخ . وفي اليمن الديمقراطية بدأت القضية ترتدي شكلا آخر ٬ حين سارعت وزارة التربية والتعليم في أعقاب الحركة التصحيحية الى تغيير مناهج ومواد التربية والتعليم لكي تنسجم مع الأسس النظرية والسياسية للخط العام للجبهة القومية الوطني والأممي .
لكن هل يمكن ان تؤدي “مجلة” دورا على هذا الصعيد وتساهم في خلق الشخصية الوطنية والاشتراكية في اليمن الديمقراطية ؟ في الواقع فان المجلة يمكن ان تؤدي دورها وبفاعلية ومن خلال القراءة الأولية للعدد يتضح مدى الجهد المبذول لاصدار هذه المجلة . وبالرغم من الصعوبات الفنية التي تعانيها اليمن الديمقراطية ٬ فقد جاء العدد الأول مكافاة جيدة لجهود العاملين بها . ويتضمن افتتاحية بقلم الرفيق “علي ناصر محمد” رئيس الوزراء والتربية والتعليم ٬ لخص فيها أهمية “التربية الجديدة” كمجلة وكتوجه عملي من قبل وزارته . كذلك شرح سياسة الوزارة التعليمية وأهدافها . ويشتمل العدد على أبحاث ودراسات ووثائق أخرى .
أي ان العدد يعالج موضوع التربية والتعليم وفق أربع مستويات . مستوى تربوي طبيعي ٬ كدراسة دور المدرسة في التنمية الاجتماعية وأخرى تتعلق بكيفية تطبيق المناهج الجديدة للتربية والتعليم .
المستوى الثاني ٬ هو المستوى النظري ٬ كدراسة نظام التربية والتعليم البوليتكنيكي ٬ ومسائل التخطيط والادارة . بالاضافة الى الأدب والثقافة وكذلك وثائق وتقارير التربية ٬ تفيد العاملين بحقل التدريس والوزارة معا .
وحول وظيفة وهدف مجلة “التربية الجديدة” يقول الرفيق علي ناصر محمد ٬ في افتتاحية العدد : “ان الشعور بأهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه المجلة كان ينطلق من ادراكنا العميق لقيمة العمل الايديولوجي بين أوساط المدرسين والطلاب ومدى التأثير الذي سيحدثه في تفكيرهم السياسي وموقفهم من المدرسة الجديدة وقضايا شعبهم لا سيما عندما يرتبط بالوسائل التربوية والتعليمية الفنية ويسير جنبا الى جنب مع مواد المنهج التعليمي” .
ويضيف : “ان هذه المجلة ستعمل على مساعدة المدرسين والمدرسات وكل العاملين في الجبهة التعليمية من أجل انجاح مهمتهم التربوية وذلك من خلال معالجتها للمواضيع التي تخص جانب التوجيه الفني في العمل التربوي وجانب التوجيه السياسي للتربية الوطنية للطلاب والمدرسين” .
لا ريب ان أهمية اصدار هذه المجلة ٬ لا يأتي في كونها تجسد فقط المبادئ والخطوط العامة لاستراتيجية السياسة التعليمية للجبهة القومية ٬ بقدر ما يعني أيضا ان المجلة يمكن ان تقوم بعملية رصد مستمرة لمسار الحركة التعليمية ٬ وكذلك نقد كافة الظواهر الخاطئة ٬ المسلكية منها ٬ والنظرية في مجال التطبيق داخل المدارس ٬ وعلى صعيد الوزارة . ومن هنا تبرز أهمية دورها الفاعل على صعيد تطوير وتسليح المدرسين والكوادر بالمعرفة ولأسس النظرية التي تمكنهم من ممارسة سياسة تعليمية صحيحة . وتبقى “التربية الجديدة” تجربة رائدة لا بد من تطويرها واغناءها بالأبواب الجديدة ٬ والمقالات والأبحاث كذلك بالأخبار التربوية والثقافية أيضا .
و”الحرية” لا يسعها الا ان ترحب بالزميلة الجديدة وتتمنى لها التقدم والنجاح على طريق بناء جيل ثوري تقدمي في اليمن الديمقراطية .
سيمون ..