فدوى طوقان

فدوى طوقان

الى الطالبة الفلسطينية “منتهى”

ويوم امتطى صهوة العالم الصعب يحمل غضناً بيد
ويحمل سيفاً بيد
ويوم الحبيبة في الأسر هبت عليها بالرياح
محملةً باللقاح

مضت “منتهى”
تعلق أقمار افراحها في السماء الكبيرة
وتعلن ان المطاف القديم انتهى
وتعلن ان المطاف الجديد ابتدا
…………………………..
بغرفتها أمها المتعبة
تلملم أوراقها المدرسية :
(حذار العدى يا بنية
فعين العدو تصيب) ‒ وما كذب القلب ‒ كان
عدو الحياة يطاردها في المسيرة
وينشب في عنقها مخلبه

*     *     *

تفتّح “مريولها” في الصباح
شقائق حمراً وباقات ورد
وعادت إلى الكتب المدرسية كل سطور الكفاح ‒ التي حذفوها
وعادت إلى الصفحات خريطة أمس التي مزقوها
ورفرف “مريولها” رايةً في صفوف المدارس ،
رفرف وامتد ، ظلل في الضفة المشرئبة
شوارعها المغضبة
وأشجارها المثقلات ، رفرف مريولها راية في النوافذ ،
فوق سطوح المنازل ، فوق رفوف الدكاكين ،
ظلل في الضفة المشرئبة
مساجدها والكنائس ، ظللها قبةً تلو قبة
……………………………
وما قتلوا منتهى
وما صلبوها
ولكنما خرجت منتهى
تعلق أقمار أفراحها في السماء الكبيرة
وتعلن أن المطاف القديم انتهى
وتعلن أن المطاف الجديد ابتدا