جرت هذا العام احتفالات في شتى أنحاء العالم بمناسبة مرور مائة عام على عاميّة (كومونة) باريس .

لقد انتزعت جماهير العمال في باريس عام 1971 السلطة من يد البرجوازية وحلفائها , وأداروا مدينتهم بأنفسهم . لقد غيرت كومونة باريس ‒ خلال سبعين يوما , أكثر مما غير جميع الاصلاحيون خلال المائة عام الماضية .

كانت عاميّة باريس عبارة عن السلطة العمالية الأولى في العالم . غير انها لم تقو على الصمود أكثر من سبعين يوما , اذ ان البرجوازية الفرنسية بالاشتراك مع الرجعية الأوروبية قد ضربت سلطة العمال بوحشية .

بعد مرور 46 عاما , واصل البلاشفة الروس السير في الطريق الذي رسمت عامية باريس معالمها , وأقاموا على انقاض الامبراطورية القيصرية , نظام السوفييتات ‒ سلطة مجالس العمال والفلاحين . واستطاع الثوار الروس في غضون أسابيع قليلة , توزيع الأراضي على الفلاحين , ووضع حد للحرب , والشروع في تشييد السلطة البروليتارية .

وهكذا أفلتت روسيا , الحلقة الضعيفة , من سلسلة البلدان الرأسمالية . لقد كان المقصود من الثورة البلشفية في روسيا , ان تكون فاتحة للثورة في أوروبا بكاملها , بيد ان فشل الثورة في أوروبا الغربية , أدى الى عزل الدولة البروليتارية والى انحرافها , ومكن البيروقراطية الستالينية من تجريد الجماهير العاملة من سلطتها .

ان السياسة الستالينية الاجرامية , وخيانة الثورة العالمية والطبقة العاملة العالمية , قد تسببت جميعها في كسب الفاشية للنصر وانتكاس الثورة في اسبانيا , واندحار الطبقة العاملة في أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية وفي أعقابها . بيد ان عملية التطور الاجتماعي , استمرت حتى بعد تقسيم العالم الى مناطق نفوذ , وبعد توقيع اتفاقيات يالطة , وذلك على الرغم من السياسة الستالينية .

كما ان انتصار الثورة الصينية , والثورة الكوبية بعدها , والمسيرة الكبرى التي قطعتها ثورة المستعمرات , ونضال شعوب الهند ‒ الصينية الثوري , جميعها تشكل سلسلة متواصلة للثورة الدائمة , واستمرارا لثورة أكتوبر 1917 .

ان نضال ثوار أكتوبر ما زال مستمرا الى يومنا هذا في شتى بقاع العالم : في فييتنام , وجنوب أمريكا , في سيلان وفي الشرق الأوسط , في تشيكوسلوفاكيا وفي بولندا , وفي صميم قلب الاستعمار ‒ في مصانع أوروبا وفي الحياء الفقيرة في الولايات المتحدة .

سوف يجري الاحتفال بثورة أكتوبر هذا العام في كل من موسكو وبيكين . وسيرأس هذه الاحتفالات أولئك اللذين تقع على عاتقهم مسئولية مقتل جيل كامل من الثوار في المانيا وفي اسبانيا وفي اندونيسيا وفي العراق وفي تشيكوسلوفاكيا .

ان الاحتفال بثورة أكتوبر البلشفية , يعني بالدرجة الأولى بالنسبة لنا استقاء العبر من دروسها , وادراكنا ان ليس ثمة امكانية للتحول الى الاشتراكية بالطرق السلمية , بل ينبغي الاطاحة بسلطة الدولة البرجوازية بالقوة ‒ كي لا تبطش هي بالثوار . ان الانتفاضة المسلحة ليست من قبيل الطوباوية , بل هي ضرورة حتمية , فيما اذا صممنا على بناء مجتمع جديد , وازالة كافة أنواع القهر والاستغلال , وادراكنا ان ثمة خيار واحد لا غير امام الانسانية , البربرية أو الاشتراكية , وادراكنا استحالة بناء الاشتراكية في بلد واحد , خاصة في الوقت الذي ترزح بقية العالم تحت نير الاستعمار .

بيد ان الاحتفال بالثورة الروسية يعني كذلك ان ندرك انها تشكل الخطوة الأولى في سبيل ثورة جميع العمال الشاملة , ثورة لم تنتهي حتى يومنا هذا , كما علينا ان نعتبر أنفسنا جزءا لا يتجزأ من هذه الثورة الدائمة .

ان نضال الشعب الفلسطيني , ونضال الثوار في العالم العربي وفي اسرائيل نفسها , يشكل جزء لا يتجزأ من النضال الثوري العالمي .

اننا سوف نتغلب على ضئالة قوتنا , بمساعدة جماهير العمال في العالم , والشباب الثائر في أوروبا وأمريكا , والشعب الفييتنامي المناضل , وثورة المستعمرات والقوى الثورية في بولندا وتشيكوسلوفاكيا , وجماهير المستغَلين والمضطَهدين في العالم العربي بأكمله , وذلك من خلال تشييد حزب ثوري يشمل المنطقة كلها , حزب يرفع راية النضال ضد الاستعمار وحلفائه في المنطقة : الصهيونية والرجعية العربية , من أجل اقامة اتحاد شعوب الشرق الأوسط الاشتراكي من أجل الثورة العالمية .

  • ليسقط الاستعمار !
  • تعيش الثورة العالمية !
  • لتسقط الصهيونية والرجعية العربية !
  • يعيش النضال المشترك من أجل شرق اشتراكي !
  • لتسقط البيروقراطية الستالينية !
  • تعيش ديموقراطية مجالس العمال !