may 1 - arabic - 59

رياح هوجاء تهب على إسرائيل .

رياح تقوض ، الواحدة بعد الأخرى بعضا من الخرافات المألوفة ، التي ينميها حكام اسرائيل وصحفيوهم المرتزقة .

لقد هدمت احدى هذه “الرياح الهوجاء” خرافة “الاحتلال الليبرالي” (التقدمي) . فقد اماطت عمليات القمع واسعة النطاق في غزة اللثم عن وجه نظام الاحتلال الاسرائيلي . فقدمت البرهان على عدم وجود احتلال تقدمي إلى في عقول المحتلين وفي مخيلتهم . وثمة “ريح هوجاء” ثانية هدمت خرافة “الوحدة الوطنية” . فقد كانت بوادر التحرك السياسي من قِبل شبابٍ مقادسة – الفهود السود – كافية لان تدمغ شعار “الوحدة الوطنية” الشائع في النظام الرأسمالي ، بأنه شعارٌ مضلل هدفه تخدير الطبقة العاملة .

ان “الوحدة الوطنية” ليس بمقدورها إزالة التناقضات الطبقية ولا القضاء على الاستغلال . ان في مقدورها شل الصراع الطبقي فقط ، بشكل يجعل المُستَغَلين يمتثلون للنظام الاجتماعي القائم .

وهكذا ، فجأة برزت وظهرت تغييرات كانت مختفية خلال اعوام ، وكاد ان يكون استعمالها محظوراً ، “كالفقر” و”الهوّة الاجتماعية” . وثمة “ريح هوجاء” أخرى هدمت خرافة “الأمن” ; فبعد سنوات من غسيل الدماغ حول “السلام” وحول “الامن”، وبعد سنوات من النشوة فرحا “بالنصر” ، توشك ان تنشب حرب اخرى ، تهدد بتقتيل المزيد من النساء والرجال والأطفال ، أكثر من كل الحروب التي سبقتها مجتمعة .

إنه نظام قمع واستغلال وحرب . إنه نظام اضطهاد آخذ في الاتساع ، واستغلال متزايد ، وحروب متتالية .

وأمام اعيننا تماما ، عبر خط وقف اطلاق النار تجري المجزرة ضد الفلسطينيين . حكام اسرائيل يهللون فرحا في الوقت الذي يقوم غيرهم بتنفيذ مهمتهم .

الأنظمة البرجوازية-الصغيرة العربية ، تقف جانبا موقف المتفرج ، وتسلم عمليا بالمجزرة ، وتقوم بتأدية واجبها من خلال الكلمات الجوفاء والمؤتمرات المنعقدة صبح مساء .

البيروقراطيون السوفييت ، مَثَلهم مثل أصدقائهم من بين الحكام العرب ، يكثرون علانية من الكلام ، ولكنهم في الخفاء خلف الستار يعقدون صفقاتهم مع الاستعمار ، من أجل التوصل الى “تسوية” في الشرق الأوسط ، من وراء ظهور شعوب المنطقة وعلى حسابها .

اما الرجعية العربية ، المتمثلة في الملك – الالعوبة حسين ، فهي التي تسفك دماء الفلسطينيين .

ان المجزرة في الأردن ، تُبرز بكل حدة افلاس زعامة الفتح ، نظريا وعمليا . ان الدم المسفوك يكشف وجه أصحاب الايديولوجية القومية الحقيقي ، من بين الفلسطينيين ، اللذين يدعون منذ سنين لمهادنة الرجعية العربية ، ولعزل نضال الفلسطينيين عن النضال الشامل – ضد الاستعمار ، وضد الصهيونية ، وضد الرجعية العربية . خلاصة القول: ان تقتيل الفلسطينيين يقدم البرهان على ان ليس ثمة حل للقضية الفلسطينية بمنعزل وبمنفرد عن النضال الثوري من أجل الاشتراكية .

لكن النضال ضد الاستعمار وعملائه وحلفائه لا يقتصر اليوم على الشرق الأوسط فحسب ، بل هو قضية عالمية ، انه نضال كافة الجماهير المستَغَلة ، والطبقة العاملة في طليعتها – نضال يدور ويشمل المعمورة بمجملها . “الهدوء” و”التعايش ما بين الطبقات” و”القانون والنظام” – تلك هي احلام جميع الرأسماليين . هذا “التثليث المقدس” ، شعار كل رجعية في كل مكان ومكان ، يُنقض كل يوم ، وكل ساعة ، هنا وهناك ، في مدن وقرى امريكا اللاتينية التي ينخر فيها الاستغلال والفقر ، وفي المراكز الصناعية في اوروبا “الشبعى” وفي ادغال آسيا الملطخة بالدم ، وفي الاحياء الفقيرة السوداء في صميم قلب الرأسمالية العالمية – في الولايات المتحدة ذاتها . في هذه الحرب تدرك الجماهير تمام الادراك ماهية النظام الرأسمالي ونوعية النظام البرجوازي .

ان البرجوازيون يجندون ، ضد العمال والفلاحين والشباب قانونهم وشرطتهم وقوّتَهم العسكرية . في فييتنام تُستعمل منذ سنوات اضخم واحدث آلة دمار يملكها الاستعمار ، وتقوم بإبادة شعب ، لم تشهد الانسانية مثيلها منذ فترة البربرية النازية .

في أول أيار ، يوم تضامن عمال جميع العالم ، اننا نرفع صوتنا ، رغم ضئالة قوتنا :

may 1 - slogans
المنظمة الاشتراكية الاسرائيلية (متسبين)