الى القارئ العزيز !

هذه هي النشرة الثالثة التي تصدر باللغة العربية , من قبل المنظمة الاشتراكية الاسرائيلية . والنشرة عبارة عن ملحق بالعربية للعدد 59 من مجلة “متسبين” الصادر في شهر حزيران 1971 . وتحتوي النشرة على مقالين مترجمين عن العبرية , الأول مقال الكاتب اليساري البريطاني فرد هاليدي عن “الثورة المضادة في اليمن” , والثاني حول “ملاحقة الشيوعيين في السودان” , وهو بقلم أحد أعضاء المنظمة الاشتراكية .

*

يحكي مقال هاليدي عن اليمن قصة الصراع بين اليمين واليسار في اليمن بعد ثورة 1962 , ويسرد تفاصيل الانقلاب الرجعي في جمهورية اليمن الشمالية , الذي قامت به العناصر اليمينية والرجعية اليمنية بالتواطؤ مه النظام الرجعي السعودي , بتشجيع من قبل الجمهورية العربية المتحدة [مصر] وبرضاها التام , ذلك الانقلاب الذي غدت الجمهورية اليمنية من بعده معقلا من معاقل الرجعية في شبه الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي .

فبالاضافة الى السقوط الفعلي للجمهورية في اليمن الشمالي , نرى سلسلة من التراجعات على الصعيد السياسي والاقتصادي , في البلدان التي تحكمها البرجوازية ‒ الصغيرة , والمسماة بالأنظمة “التقدمية” .

في سوريا , تجري في أعقاب انقلاب حافظ الأسد , مصالحة للرجعية العربية التي تتجلى في الانفتاح على الأنظمة الرجعية العميلة في السعودية والأردن والمغرب وتونس , والاعتراف باتحاد امارات الخليج العربي , المشبوه , كما يجري تشجيع القطاع الخاص وعودة رؤوس الأموال السورية من الخارج , وغير ذلك من التنازلات لصالح الاستعمار والبرجوازية السورية العميلة .

في الجمهورية العربية المتحدة (سابقا وجمهورية مصر العربية حاليا !) , نشاهد استمرار التراجع البطيء والثابت , في وجه الاستعمار وشروطه , على المستويين الداخلي والخارجي , وعودة النظام المصري الى مناشدة “ضمير الأمة الأميركية” و”روح العدالة الأميركية” … الخ .

أما في السودان , فان نظام جعفر النميري يحاول القيام بتحركات مكشوفة , عن طريق التنكيل بالشيوعيين السودانيين , وتصفية التنظيمات الجماهيرية العمالية , محاولا بذلك تقليد البرجوازية ‒ الصغيرة المصرية التي تقوم اليوم بحل التنظيمات الجماهيرية , وتجرى الانتخابات الموجهة “المقبرة” لتحمي نفسها من أي تحرك قد تقوم به الجماهير العمالية والفلاحية في مصر , ويكون خارجا عن نطاق دائرة التحرك التي يرسمها النظام لهذه الجماهير .

كمل تشكل المحاولة القمعية التي يقوم بها النميري في السودان , تنفيذا لمخططات التي يرسمها الاستعمار في المنطقة العربية , سواء شاء النميري ذلك أم أبى .

كذلك , تشير هذه التصرفات وغيرها من التراجعات في وجه الرجعية والاستعمار , الى استنفاذ الدور التقدمي الذي كانت الأنظمة البرجوازية ‒ العربية تؤديه , والى عجزها عن السير قدما في سبيل حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الجماهير العربية , تلك المشاكل التي تتطلب حلا جذريا يحرر هذه الجماهير من الفقر والجهل والاستغلال والكبت الذي عانت ولا تزال , منذ مئات السنين , وذلك هو الحل الاشتراكي الثوري , الذي لا يمكن للأنظمة القائمة اليومفي العالم العربي تحقيقه .

المنظمة الاشتراكية الاسرائيلية (متسبين)

حزيران 1971