لم يكد نضال عمال ميناء أسـدود ينتهي ، حتى هوت الضربة على رؤوس موزعي البريـد. في أسـدود تعاونت معا ثلاث جهات ضد العمال : أرباب العمل (سلطة الموانـئ) والحكـومـة والهستدروت . أما ضد مـوزعي البريد فقد كان كافيا ان يتعاون الثنائي – الـهـسـتـدروت والحكومة ، اذ ان الحكومة هذه المرة قد ظهرت على شكل رب العمل والحكومة في الوقت نفسـه .
لكن الـحـلـف ظـل على ما هو عليه :
أربـاب الـعـمـل والـهـسـتـدروت والـحـكـومـة – ضد الـعـمـال
لكسرهم وقمعهم واسكات مطالبهم العادلة
ان من ينصـت لأقـوال رئيسة الحكومة ورؤساء الهستدروت ، يخيل له ان مـوزعي البريد الذين تقف اجورهم في المرتبة السفلى من سلم الاجور الحكومية ، قد صمموا على هدم اقتصاديات الدولـة . لكن رؤساء الهستدروت والحكومة يتجاهلون الـرقـم الخيـالـي :
(۰۰۰ ۰۰۰ ۱۳۰۰) ليرة اسرائيليـة !
هذا هو الرقم الخيالي من الليرات الاسرائيلية التي جنتها الشركات والبنوك في اسرائيل كأرباح صافية خلال عام (١٩٦٨) – مليارد وثـلاثـمـائة مليون ليرة اسـرائـيـليـة !
حـول العام الماضي ، الذي جنت فيه الشركات والبنوك وباقي البرجوازية الاسرائيلية أرباحـا لم يسبق لها مثيل في اسرائيل ، والتي تعتبر أرباحا عاليـة حتى بالنسبة لمعدلات الربح العالمية ، حول هذه الأرباح كتبت صحيفة (هـآرتس) البرجوازية في عدد ٢٩/ ١٠/ ١٩٦٩ :
” ان سياسة الاجور التي تتبعها الهستدروت ، وسياسة الضرائب الحكومية بعد شهر حزیران ١٩٦٧ ، تضطر فقراء اسرائيل الى كبت جوعهم بسبب العبئة الملقى على اقتصاديات الدولة . في عام ١٩٦٨ تعاونت سياسة الاجور الهستدروتـية مـع سياسة الضرائب الحكومية بهدف زيادة عدم المساواة على حساب الفقراء .”
قول صحيح ! كلام واضـح !
ان (هآرتس) تؤيد استمرار هذا الوضع ، فهـي تدافع عن الأغنياء وتسمي العمال المضربين “مخربين” . ولـكـن هـل علينا نحن ان نؤید استمرار سياسة الهستدروت والحكومة هذه ؟
كلا !
وما العمل ؟
علينا أولا ان نستخلص العبرة من حادث أسـدود وموزعي البريد ، وان ندرك ان هذا التحالف بین أصحاب العمل والهستدروت والحكومة ليس تحالف عـارضـا .
هذه هي طبيعة الهستدروت – أحـيـانـا تدبر “محكمة” , وتطلب (من الحكومة) فرض أوامـر العمل القسري أحيانـا أخـرى . لذلك يتوجب على العمال عدم الاعـتماد عليها .
ان الهستدروت ليست نقابة مهنية !
ان اقامة لجان عمـل – هي الطريق الى تأسيس نقابة مهنية حقيقية مناضلـة .
المنظمة الاشتراكية الاسرائيلية – ” متسبـيـن”
حزیران ١٩٦٩