begin dayan

تتكرر وتتصاعد وتيرة التصريحات الهمجية في وسائل الاعلام ٬ عن ضرورة طرد أبناء الشعب العربي الفلسطيني من وطنهم . فهذه الروح تحدث ممثل الحزب الليبرالي في بلدية تل أبيب ٬ دفيد شيفمان ٬ بالراديو ٬ ودعت الى ذلك الصحافية أورا شيم – أور ٬ في التلفزيون وأوصى بذلك مئير هار – تسيون في “معاريف” .

هؤلاء المتكلمون ليسوا “بالمغمورين” ولا “بالشواذ” . انهم يعبرون بالذات عن نزعات رائحة في اسرائيل ٬ ليس في أوساط “غوش ايمونيم” وأنصار الراب كهانا وحسب . بل قائد كبير في الجيش الاسرائيلي ٬ جنرال الاحتياطي ٬ بنيامين بيلد قائد سلاح الجو سابقا ٬ ينادي بهذه السياسة الجنونية ٬ وآخرون مثله بالبزّة وبغيرها .

اننا لا نشك في انه لو تمكن نشاط الصهاينة من القيام بطرد العرب لفعلوا ٬ ان الذين وضعوا “مخطط دال” للهجناه والجيش وعملوا به في سنتي 1948 و 1949 ٬ كالذين نفذوا مجزرة دير ياسين ٬ مستعدون الآن لانجاز ما باشروه وقتئذ ٬ أي طرد أولئك الفلسطينيين الذين لم يطردوا من ديارهم قبل أكثر من ثلاثين عاما .

حذر هذا الأسبوع ٬ وزير الخارجية موشيه ديان ٬ الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرة اسرائيل ٬ بالا ينجرفوا في ما يسميه “تيار الاسلام المتعصب” والا “سوف يدفعون ثمنا باهضا جدا كما دفعوا سنة 1948 …” (“يديعوت أحرونوت” ٬ 24 يناير 1979) .

كلام يغني كل تبيان !

يبدو انه خاصة بسبب المصاعب التي تواجهها هذه الأيام حكومة اسرائيل ٬ وامام امكانية اضطرارها الى الانسحاب من أراضي احتلتها سنة 1967 ٬ سوف تشدد بطشها بالفلسطينيين الذين سيظلون تحت سيطرة اسرائيل . وهذا هو المنطق المنطوية عليه السياسة الاسرائيلية : “التهويد” والاستيطان تصحبهما مصادرة الأراضي والتشريد . مصادرة الأراضي والتشريد يثيران المقاومة . المقاومة تؤدي الى تصعيد القمع . والطريق بين القمع والطرد قصيرة . ان طرد الطلبة العرب من الجامعات لتعاطفهم مع منظمة التحرير الفلسطينية ٬ هو نذير الآت .

اننا نحذر :

كل محاولة لطرد أبناء الشعب العربي الفلسطيني من أرضهم وبلادهم لن تلقى مقاومة أبناء هذا الشعب وحسب . بل سوف يلتحق بهذا النضال ضد هذه السياسة الهوساء ٬ المتنورون من اليهود في اسرائيل أسوة ٬ بآخرين كثيرين في كل مكان ومكان !

ان شعبا يسلم بتحكم العنصريين به وقولبة حياته وحسم مصيره ‒ انما يحفر قبره بيديه . والتأريخ يشهد !

اننا ندعو الى تعبئة الرأي العام المتنور في البلاد والعالم امام هذا الخطر . لا مجال لعدم المبالاة في وجه العنصرية !

27 يناير 1979

مركز المنظمة الاشتراكية الاسرائيلية ‒ متسبين