مع إقتراب أول أيار , عقدت الهيئات العُضْوة في (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) عددا من الاجتماعات التحضيرية بهدف التنسيق لمظاهرة أول أيار .

ونحن لم نُدْعَ بصورة رسمية لهذه الاجتماعات من قبل هذه الهيئات ; بل وصلتنا دعوة شبه رسمية (شفوية) .

وهكذا حضر ممثلو متسبين للاجتماع قبل الاخير , وتم الاتفاق في هذا الاجتماع على امكانية اشتراكنا في ا لمظاهرة بشرط ان يصادق على جميع الشعارات التي سنرفعها من قبل جميع الهيئات المشتركة . اما نحن فطلبنا الاشتراك في ا لمظاهرة كجسم مستقل , حيث سنرفع فيها اعلام العمال الحمراء فقط دون أي علم ابيض ـ أزرق . وقد قبل طلبنا بصعوبة بالغة .

في الخامس والعشرين من نيسان احضر ممثلونا الشعارات التي اردنا رفعها في مظاهرة أول أيار , ومن مجموع ثمانية عشر شعارا , رفض ممثلو الحزب الشيوعي الاسرائيلي (راكاح) الشعارات التالية :

١) ضد الصهيونية , الامبريالية وضد الرجعية العربية .

٢) من أجل وحدة اشتراكية لشعوب الشرق الأوسط .

۳) ليلغَ قانون العودة (الذي يمنح العودة لليهود فقط) .

٤) الصهيونية = عنصرية .

٥) لا يمكن تحرير المرأة دون الاشتراكية ـ ولا اشتراكية بدون تحرير المرأة .

٦) وقف سلب أراضي الفلسطينيين .

٧) الكتائب , عنصريو جنوب افريقيا , تشيلي واسرائيل كلها يد بيد .

وقد عارضت فئات اخرى بعض الشعارات , فقد عارض ممثل الفهود السود رفع الشعار : ضد تهويد الجليل .

وقد اثيرت مشاكل حول رفع شعار : حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني , وبعد جدال مرير وافق ممثلو الحزب الشيوعي على رفع هذا الشعار .

أإلى هذا الحد وصلت راكاح ؟! حتى حق تقرير المصير للشعب العبي الفلسطيني لم يَعُد بَعْد امر مسلم به!!؟؟

ان أول أيار ليس بعيد , انما هو يوم اضراب عالمي لجميع عمال العالم المستغَلين على ايدي الطبقات الحاكمة في المجتمع الانساني . انه ليس بيوم راحة , بل يوم يَبرز فيه تكتل القوى العمالية المستَغَلة , وتتخطى الحواجز القومية في جميع انحاء العالم .

هذا اليوم ما كان الا ليدعو العمال والطبقات المستَغَلة لتعبر عن وضعها الاجتماعي , ومن الحاجة للنضال من اجل تحريرهم وتحرير المجتمع الانساني من نير الظلم والاجحاف . هذا اليوم ما كان الا ليثبت للعمال والفلاحين انهم جزء لا يتجزأ من حركة عمالية عالمية عظيمة تحتضن اطراف العالم .

في يوم كهذا نحن ـ اعضاء عرب ويهود في تنظيم اشتراكي ثوري ـ لَسْنا بمستعدين للسير بمظاهرة رفضت هيئاتها رفع كل شعارا اشتراكي فكل شعار يفضح الوجه الحقيقي للسلطة الصهيونية في دولة اسرائيل .

مركز المنظمة الاشتراكية الاسرائيلية (متسبين)

تل أبيب , أول أيار ١٩٧٧