[عن مجلة “الحرية” اللبنانية]
شوشو ٬ بيان التحريض الضاحك ٬ في المستشفى بعد اصابته بذبحة صدرية نتيجة الارهاق الذي يعانيه ونتيجة اضطراره الى الجمع بين تقديم مسرحية والتحضير لأخرى والاشتراك في حفلات وأفلام ومسرحيات أخرى .
ومصدر هذا التعدد المرهق في النشاطات ٬ المرهق خاصة بالنسبة لجسد حسن علاء الدين النحيل ٬ ليس اختياريا على الاطلاق ٬ بل هو نتيجة رغبة ملحة في استغلال كل ثانية من أجل توفير كل قرش طلبا “للسترة” أولا وسدادا لديون المرابين والتجار وأصحاب الملابس والمسارح وكل الذين لا يرون من “المسرح الوطني” الذي أسسه شوشو سوى مجالا للانتفاع والربح .
وخلاصة الأمر ان شوشو سقط صريع الجهد المضني الذي كتن يبذله لتسديد مئات الليرات التي تراكمت ديونا عليه ولم تمنعه يوما من اقامة حفلة الضحك المستمر على التجار والمرابين والسلطة !
ولا حاجة بنا للتذكير ان نصيب شوشو من الدولة ٬ كما هو معروف ٬ لم يكن الا السجن والضرب بعد كل عمل مسرحي يتعدى فيه الممثل حدود النقد الذي تسمح به القوانين المرعية الاجراء .
اما أموال الدولة ٬ تشجيعا للفنون المسرحية وغيرها ٬ فتذهب الى جيوب النساء الراقيات بنات وزوجات ونسيبات حكامنا الأكارم المتوزعات بين لجان مهرجان بعلبك ولجان الكازينو ومسرح الساعة العاشرة … هؤلاء فقط كن ينلن نصيبا من مساعدات الدولة رغم انهن في غنى عنها بالطبع .
اما شوشو فقد تركوه وحيدا ٬ يصارع ٬ ويجاهد ٬ ويستدين ٬ ويفي ٬ ويسقط مريضا لأن ذنبه الوحيد هو انه اختار اضحاك الفقراء والأطفال ٬ بلغتهم ٬ مع علمه الأكيد بأنهم أفقر من ان يسددوا عنه ديونا تصل الى مئات الألاف من الليرات !