[عن مجلة “الحرية” اللبنانية]

زينب شعث

زينب شعث ٬ فلسطينية من يافا ٬ تغني أناشيد للثورة الفلسطينية في اللغتين العربية والانكليزية . وتقوم بمهمة تلحين الأغنية بنفسها وتختار القصائد بالتعاون مع الأصدقاء .. غنت حتى الان بضعة قصائد شهيرة لكل من سميح القاسم ٬ محمود درويش ٬ توفيق زياد ٬ سهيل بركات وفدوى طوقان ٬ ولها اسطوانة تباع في السوق تدور حول المقاومة والمخيمات وفلسطين .

ابنة الثورة الفلسطينية

“لم أكن أفكر أبدا في الغناء امام الجمهور ٬ كان جمهوري يقتصر على أهل البيت والعائلة وبعض الأصدقاء . وبعد انطلاق الثورة الفلسطينية بدأت الجواء تتغير وبدأ الوضع السياسي وخاصة الفلسطيني بالتحول وجاءت الهزيمة تحمل معها مرارة الالم والانكسار واندفاعة جديدة للثورة والجماهير .. لقد كانت الثورة هي الدافع الأساسي لي للظهور امام الناس ٬ لقد كان ايماني بالثورة والتحرير هو صلة الوصل بيني وبين الجمهور ومنذ ذلك الوقت بدأت بالصمود الى المسرح واكتشفت بعد تجربة قصيرة انه هناك عدة طرق للصلة بالجماهير وعدة أساليب لخدمة الثورة وقضية الوطن غير السلاح والقتال ٬ اكتشفت ان الموسيقى والشعر والأغاني هي ادوات أخرى للصلة بالجماهير ودفعها للتعاطف والانخراط بصفوف الثورة .”

الخطوات الأولى

“تجربتي الأولى كانت في القاهرة ٬ هناك بدأت اصعد الى المسرح وأغني امام الجمهور وأول التجارب كان الغناء في جامعات القاهرة ومع الطلاب ثم في المؤتمرات السياسية والطلابية أو في التظاهرات الثقافية التي شهدتها مصر منذ ثلاث سنوات .. وفي السنة الماضية خضت تجربتي الثانية في برلين حيث اشتركت في تمثيل المقاومة الفلسطينية في المهرجان العالمي للغناء والموسيقى والفولكلور الشعبي والأفلام الوثائقية ٬ ولقد نجحنا في تمثيل فلسطين في المهرجان على أكمل وجه .. وكنت في المساء ادور واغني في شوارع برلين وحدائقها العامة مع رفاق لي على موسيقى الغيتار ولقد استفدنا من تلك الجولات اذ كان يتجمع حولنا العشرات ليسمعوا ماذا نقول ٬ وبعد كل جولة كانت تقوم حفلة نقاش حول القضية الفلسطينية والثورة ٬ وكسبنا أصدقاء .”

الغناء والأطفال

لا تزال تتابع دراستها في القاهرة ٬ مرت ببيروت لفترة وغنت في المخيمات .

“هناك نقطة أريد ان أقولها وهي عن علاقة الفن بالأطفال ٬ لقد لمست مدى تأثير الموسيقى والغناء على الأطفال وخاصة الذين يعيشون مأساة شعبنا ٬ فهم أكثر الفئات تعلقا بهذا النوع من الفن لنه يمسهم مباشرة ٬ فالجيل الجديد وخاصة الذي له صلة بالثورة والذي كبر معها معاش فيها ٬ له الأفضلية في سماع الموسيقى والشعر والغناء فهي تعكس أوضاعه .”

وسألنا زينب عن أفضل عمل قامت به حتى الان .

“السنة الماضية ٬ مثلنا في القاهرة مسرحية “نداء الأرض” للفلسطيني حسين الأسمر الذي يدرس الاخراج في مصر .

جلب السيد الأسمر عناصر طلابية مؤمنة بالقضية ولا تعرف المسرح ولم يسبق لها ان مثلت ٬ وقام يجمع عدد من القصائد لكل من طوفان ٬ درويش ٬ زياد والقاسم واستخلص قصة وحوار المسرحية من الشعر نفسه وذلك بعد ان رتبها ترتيبا زمنيا وصف فيه تاريخ القضية الفلسطينية منذ ما قبل عام 1948 حتى انطلاق الثورة .

شاركت وقت ذاك بالمسرحية مع علياء كنعان وذلك ضمن عمل جماعي عضوي وبسيط وفي الوقت نفسه منظم ومسق . لم يكن في المسرحية بطلا بل كلنا لعبنا أو اعدنا تمثيل ادوار القضية منذ نشأتها حتى الان ٬ كنا كلنا أبطال على المسرح ولكل منا دوره الخاص بين المجموعة … ونجحت المسرحية بشكل غير متوقع وجذبت اليها جمهورا واسعا من الناس واعدنا تمثيلها عدة مرات في الجامعات وكليات التجارة والحقوق والطب والمركز الثقافي السوفياتي …

أبرز ما في المسرحية انه كنا نحن الممثلين أكثر تأثرا من الناس في ادوارنا ٬ لدرجة ان البعض كان يبكي وهو يقوم بمهمته . لقد كانت التجربة عفوية وناجحة رغم بساطتها وتواضع امكاناتها .

واتمنى الان ان تتكرر مثل هذه المسرحية ‒ التجربة رغم ان حسين الأسمر قد غادر القاهرة الى خارج البلاد .”