كلهم يريدون صوتك !

كل الأحزاب تتوجه اليك !

لمن ستمنح صوتك في يوم الانتخابات لبلدية الناصرة ؟

لأية قائمة من القوائم ستصوت ؟

نحن أعضاء المنظمة الاشتراكية الإسرائيلية (متسبين) – لا نتوهم بانه بالإمكان اجراء تغيير جذري , لتحسين أوضاع أهالي الناصرة بواسطة تلقى الى صندوق الانتخابات في الثامن من كانون الأول , خاصة في أوضاع الاضطهاد والتفرقة التي يرزح تحتها العرب في إسرائيل منذ 22 عاما .

ما هو الاضطهاد وما هي التفرقة ؟ ليس هنالك من يعرف الواقع كما يعرفه أهالي الناصرة , من خلال تجربتهم الذاتية – انه مصادرة الأراضي العربية منذ قيام الدولة , انه واقع التخلف في مجال التعليم , انه واقع التفرقة في العمل , انه حكم أنظمة الطوارئ الاستعمارية التي ورثتها إسرائيل عن حكم الانتداب البريطاني والتي تحدد بموجبها حرية التنقل ويزج بمواطنين عرب في السجن بدون محاكمة , انه التفرقة في مجال الخدمات الصحية والاجتماعية وفي مجال الإسكان , الى غير ذلك من أنواع التفرقة .

اذن , لمن يتوجب في هذه الظروف منح صوتك في الانتخابات ؟ للمعراخ ؟ للمبام ؟ أم للمتدينين يا ترى ؟ لا , ثم لا . ان هذه هي قوائم نظام الاضطهاد والتفرقة . هل تصوت للقوائم المحلية ؟ لا , حتى ولا ذلك . انها قوائم اذناب النظام وعملاء الحكومة بين أهالي الناصرة العرب .

اننا , أعضاء المنظمة الاشتراكية الإسرائيلية (متسبين) يهودا وعربا نرى , انه في هذه الأوضاع , ليس لأهالي الناصرة الشرفاء , الذين يودون الاعراب عن احتجاجهم على الاضطهاد والتفرقة تجاه العرب في إسرائيل , ليس لهم من خيار سوى التصويت لصالح القائمة الشيوعية (و) . انها القائمة الوحيدة التي لا يشكل التصويت لها مساسا بشرف الناخب وهدرا لكرامته . ان كل من يصوت لقائمة أخرى يعلن عن نفسه , من خلال ورقة الانتخاب التي يلقيها في صندوق الاقتراع , انه ذنب للسياسة الرسمية مستسلم للنظام القائم .

ان بيننا وبين الحزب الشيوعي خلافات جذرية وشاملة , حول مسائل عالمية ومسائل تتعلق بالمنطقة وحول مسائل محلية .

ان الخلاف يدور حول قضايا فكرية ومشاكل يومية . فعلى سبيل المثال يعتقد الحزب الشيوعي (راكاح) ان بالامكان التوصل الى السلام على أساس الأنظمة القائمة اليوم في المنطقة , وانه بالإمكان حل النزاع العربي – الإسرائيلي على أساس بقاء النظام الصهيوني والأنظمة البرجوازية الصغيرة والرجعية في العالم العربي . ونحن نعتقد ان هذا وهم خطير يعرقل نضال شعوب الشرق الأوسط كلها ضد الاستعمار . ويعتقد (راكاح) ان بالإمكان حل القضية الإسرائيلية العربية باتفاقات بين الدول الكبرى تقبلها الحكومات القائمة في المنطقة , ونحن نعتقد ان هذا التوجه يتناقض مع مصالح كافة شعوب المنطقة , ويخلق الأوهام لدى الجماهير ويكبح نضالها ضد الأنظمة الموالية للاستعمار : النظام الصهيوني في إسرائيل , والأنظمة الرجعية في العالم العربي . ان النزاع العربي – الإسرائيلي في نظرنا لا يحل الا بثورة اشتراكية مظفرة في المنطقة بأسرها – اذ ان ثورة كهذه تشكل الضمان الوحيد لحل قضايا القوميات المختلفة في العالم العربي , ليس الأكراد والسودانيين الجنوبيين فحسب بل يهود إسرائيل أيضا . وهنالك مثال آخر جديد : ان الحزب الشيوعي يؤيد “مشروع روجرس” , اما نحن فاننا نرفضه . اننا نرى ان كل مشروع يهمل الحقوق القومية والسياسية للشعب العربي الفلسطيني لا يخدم قضية السلام في منطقتنا . اذ ان مشروع كهذا ليس الا وسيلة لخنق القوى الثورية وضربها .

ولكن على الرغم من الفروق الكبيرة بيننا وبين الحزب الشيوعي , وعلى الرغم من سياسته المعادية لقضية الثورة والمليئة بالأوهام , فاننا نرى انه من أجل التعبير عن الاحتجاج ضد السياسة القائمة وضد الاضطهاد والتمييز الذي يلقاه العرب في إسرائيل , ليس هنالك سبيل اليوم غير التصويت للقائمة الشيوعية (و).

المنظمة الاشتراكية الإسرائيلية (متسبين)

تشرين الثاني 1970