(عن صحيفة اليسار اللبناني “الحرية”)
يوم بعد آخر ٬ تتصاعد بحدة نضالات الشعب الايراني . ويوم بعد آخر ٬ تبدو الظروف المعيشية ٬ تتطور باتجاه أكثر مأساوية لكافة الفئات الكادحة الايرانية . هذا في الوقت الذي تقوم فيه قوات الشاه بعملية قمع مزدوجة وتحارب على أكثر من جبهة ٬ ففي ظفار تشن القوات الايرانية أبشع الحملات العسكرية ضد الشعب العربي في عمان ٬ حيث تواصل السلطات الايرانية تعزيز شبكة خيوطها واطماعها التوسعية في الخليج العربي بما يتناسب مع نمو الكمبرادور الايراني تقوم بذات الوقت بقمع الحركة الثورية في ايران ٬ وفي مناطق بلوشستان ٬ والاحواز .
ففي الآونة الأخيرة ٬ حكمت المحكمة العليا للنظام الايراني على عشرة مناضلين ايرانيين بالاعدام . ومن بينهم المناضلة الايرانية “أشرف زادة كرماني” . وهي المرة الأولى في تاريخ ايران التي يحكم فيهل بالاعدام على امرأة بتهمة سياسية .
ومن بين الذين تشملهم حكم الاعدام الرفاق : وحيد افراخته ٬ مهدي غيوران ٬ محسن بطمائي ٬ محسن خاموشي .
كما حكمت على الرفيقة طاهرة سجاري بالسجن لمدة خمس عشرة سنة . وفي نص الاتهام ذكر المدعي العام الايراني ٬ ان هؤلاء المناضلين ٬ متهمون بشن عمليات عسكرية ضد القوات الايرانية واعدام اثنين من “الكولونيل شفرو والكولونيل ترمز” .
هذا بالاضافة الى اغتيال الفريق زندي بور ٬ الرئيس السابق للجنة المشتركة للسافاك [المخابرات] وشرطة المكافحة .
والمعلومات الأولية ٬ وكذلك تقارير العديد من مراسلي وكالات الأنباء تشير ٬ الى ان حملة الاعدامات والأحكام هذه أثارت موجة واسعة من السخط الشعبي في صفوف الشعب الايراني . الأمر الذي أدى الى شن حملة اعتقالات احترازية واسعة النطاق ٬ لا سيما بعد انفجار قنبلتين في مخفر للشرطة وسط مدينة طهران ‒ العاصمة .
وتقول الأنباء ٬ ان الاعتقالات شملت 9 أشخاص في مدينة قزوين من طلبة المعهد التجاري ٬ وعدد اخر من الطلبة والعمال من سكان حي “باع سيز” في مدينة تبريز . عدد من المراسلين ٬ ان عمليات الاغتيالات ٬ والاغتيالات المضادة ٬ والتي تجري أحيانا في وضح النهار ٬ تهدد بتحول هذه العمليات بين الثوار والنظام الايراني ٬ الى حرب أكثر حدة وعنفا مما يجري الآن . خاصة ٬ وانها تساعد في خلف مناخ ثوري وتدفع بقطاعات جماهيرية متزايدة للتعبير عن حقدها ومعارضتا لنظام الشاه . وذلك في ظل أوضاع صعبة يعيشها النظام الايراني أولا بالنسبة لخسائره المتلاحقة في عمان على يد ثوار الجبهة الشعبية لتحرير عمان ٬ وثانيا للجبهات الساخنة العديدة المفتوحة في جسد النظام في الاحواز ٬ وبلوشستان ومناطق أخرى . ويبدو ان وضع النظام الداخلي يسير من سيء الى أسوء .