[ملحق متسبين ٬ عدد 71]
مراسلنا في الجليل :
شعب , قرية تقع بين الهضاب في الناحية الجنوبية من شارع عكا ‒ صفد الذي يمر من حقول أشجار الزيتون التي اعتنى بها فلاحو شعب مئات السنين ليأكلوا ثمرها .
ما هي الحقيقة اليوم ؟ اذا قمت بزيارة لهناك ترى ان القرية لم تطور . زيادة على ذلك نوى ان أهلها يعتبرون لاجئون في بيوتهم وأراضيهم , لا كهرباء ولا شوارع مزفتة ولا وجود لعيادة صندوق المرضى بالرغم من ان 220 عائلة تدفع 145,000 ليرة لكوبات حوليم سنويا .
لكن المشكلة الأساسية للقرية هي الأرض , ان أهالي القرية لا يملكون اليوم أي دونم من الأراضي التي كانت تابعة لهم من قبل , لا يملكون حتى البيت الذي يعيشون فيه , حتى البناء هناك ممنوع . ان كل حقول الزيتون التي تبلغ مساحتها نحو 4,000 دونم تابعة اليوم لادارة أراضي اسرائيل .
كيف حدث هذا ؟ قصّ لنا المختار محمد رشيد فاعور قصة هذه القرية الجليلية مستندا بالوثائق والرسائل : لقد شرد نصف أهالي شعب في حرب 1948 وعبروا الحدود الى لبنان , اما النصف الثاني فقد اختبأ في الجبال خلال الحرب ورجعوا الى القرية بعد ان هدأت الحالة , وحينها اعتبر كل من بقى في القرية مواطن من درجة الغائب حاضر (حسب قانون الغائب حاضر) حيث سلبت أراضيهم حسب هذا القانون واعتبرت بيوتهم وأراضيهم ملك لادارة أراضي اسرائيل . واضيف الى سكان قرية شعب بعد البدو التي سلبت أراضيهم في منطقة الحولة , بالاضافة الى ذلك بعد اللاجئين من القرى التي هدمت تماما كمعار والدامون .
لقد استأجر البدو بعض الأراضي وحقول الزيتون من ادارة أراضي اسرائيل , اما اللاجئون من القرى المجاورة فقد سكنوا في بيوت متروكة وخشابيات . وقد دفع كم منهم اجار لادارة أراضي اسرائيل .
لقد سلبت الدولة من ناحية بالقوة كل شيء ومن الناحية الأخرى مدت يدها للتعويض . اما سكان القرية رفضوا التنازل عن أراضيهم مقابل تعويض لا قيمة له . انهم يرفضون كل صورة فيها يريدهم الحكم التنازل رسميا وبامضاءات عن حقوقهم في أراضيهم . لقد قبل البعض التعويض مقابل السماح لهم ببناء بيت أو بناء خشابية على أرض مستأجرة سلبت منهم سابقا .
ان الحكومة والصحافة في اسرائيل يكثرون الكلام عن رفض الدول العربية لحل قضية اللاجئين الموجودين في البلاد العربية في الوقت الذي يعيش الاف وعشرات الالاف من اللاجئين في القرى المهجورة (شعب , عكبرة) بدون أي شروط انسانية للمعيشة .
قبل سنة طلبت الكيبوتسات المجاورة لقرية شعب استأجار الأراضي التي يفلحها البدو , وحسب قوانين ادارة الأراضي فان الكيبوتسات لها الأولوية في ذلك . وهكذا فقد جزءا آخر من السكان بعد الأراضي التي اعطيت للكيبوتسات .
هذه الضربة دفعت أهل القرية الى النضال : أرسل أهل القرية بالرسائل للمكاتب الحكومية وادارة الأراضي لشرح قضايا القرية , وليس عن طريق الصدفة حيث لن القضية انكشفت للجمهور في وقت الانتخابات الأخيرة . موظفون ومستشارون زاروا البلدة واصغوا لطلبات السكان التي تمركزت في المجالات الأساسية : ‒
- طلب بالسماح ل 160 عائلة فقيرة لاستأجار حقول الزيتون في القرية من ادارة أراضي اسرائيل .
- طلب باستأجار قطعة أرض بناء للقرية على احدى الهضاب الصخرية المجاورة للقرية .
- الاعتناء بشؤون الصحة , الكهرباء , تلفونات , الشوارع .
لقد زار السيد طوليدانو مستشار رئيس الحكومة للشؤون العربية القرية ووعد بحل قضاياهم . وعين نائبه في الشمال السيد يورام كاتس للاعتناء بذلك , وبعد بحث طويل قرر برنامج بناء على أرض مستأجرة في رسالة ليورام كاتس من تاريخ 28/12/1973 يومين قبل الانتخابات يعد يورام كاتس : “ان مكتبنا يعمل لتنفيذ تقسيم الأراضي بشكل يلائم متطلبات القرية” .
ان الرسائل التي لم تفصل شيء وعدت السكان بتأجير الأرض التي سلبت منهم سابقا لأهالي القرية ‒ ادارة الأراضي طلبت ودفع لهل 160 شكا مسبقا للاستأجار لكن في منتصف شهر فبراير 1974 وصل الى القرية تسفي هجاي مفتش من قبل أراضي اسرائيل وأعلن للأهالي انه تم القرار على عدم تأجير أي قطعة أرض كانت الأهالي حيث أجرت الأراضي للكيبوتس يودفات , ولمختار سخنين المأجور , ولمواطن من دير حنا ولسكان من مجدل شمس [في الجولان السوري المحتل] , كلهم من الذين يتعاونون مع الحكم البغيض . هذه هي وعود المؤسسات الحكومية .
حالا بعثا المختار والمجلس المحلي للقرية بالشكاوى لرئيسة الحكومة وللمكاتب الأخرى ولم يتأخر الرد : في العشرين من شهر فبراير ارجعت ادارة أراضي اسرائيل الشكات التي دفعها أهالي القرية مسبقا للاستئجار بالاضافة الى الجملة الاتية : “لجنة المزايدات قررت رفض طلبك” . وهكذا لم يتم استئجار أي أرض لأي فرد من أهالي القرية . وبقيت القرية معلقة في الهواء .
وقبل الانتخابات في 26/10/1973 استلم مختار القرية رسالة من وزارة الاسكان يعدون فيها قطعة أرض للبناء ولتحقيق برنامج تقسيم الحواكير وللمساعدة في نطاق برنامج “ابنى بيتك” بشكل قروض تخطيط وما شابه . ولا تقدم في الموضوع بعد نصف سنة من تاريخ الرسالة .
من ناحية ثانية نرى ان جريدة هآرتس تقول بان تقسيم الحواكير يواجه صعوبات كثيرة وليست قابلة للتنفيذ عن قرب : ما هي الصعوبة لتقسيم هضبة صخرية لسكان قرية فقيرة يعمل جميع سكانها في المفراتس [المنطقة الصناعية في خليج حيفا] ? ان عشرات الالاف من الدونمات في المدن والمراكز السكانية تعطى للمقاولين اما في قرية شعب فخمسة وعشرون سنة لم تكف لتخطيط وتقسيم الحواكير .
ان أهالي القرية لم يبق لهم الا وسائل الضغط على السلطات وسيقومون بقطف الزيتون كان معهم اذنا أم لا . انهم سينظمون المظاهرات في القدس ويودون اشراك أهالي أقرت وكفر برعم في النضال . انهم ينشرون أخبار القضية في الصحافة المحلية والعالمية . اذن بقيت الطريقة الوحيدة للخلاص من مأساتهم وهي النضال من أجل حقوقهم .