عن النشرة الخاصة في ذكرى الأربعين لرحيل الشخصية الوطنية
المناضل فريد فرح – أبو جوني, 1933 – 1998
ولد فريد حنا فرح لعائلة فرح الحيفاوية عام 1933, حيث قطنت العائلة في حي محطة الكرمل العريق, بجانب ميناء حيفا . عمل والده مفتشا زراعيا في الانتداب البريطاني وتجول مع العائلة في أحياء فلسطين وفق ما اقتضته ظروف عمله, حيث انتقل في طفولته ليعيش في نقطة التفتيش الزراعي بجانب مستوطنة زمارين ومن ثمة الى عكا والناصرة رجوعا الى حي الكرمل في حيفا حتى استقرت العائلة في حي وادي النسناس العريق .
كابن لعائلة كادحة وجد نفسه نشطا في حركات التحرر الوطني ونقابات العمال في فلسطين . نشط قبل النكبة في المظاهرات الطلابية والشعبية المناهضة للصهيونية التي انتشرت في حيفا .
انضم بعدها للشبيبة الشيوعية لينشط في المظاهرات المناهضة للعنصرية ولسياسة الحكم العسكري وأول أيار . اعتقل وحكم عليه في العام 1962 بعد ان شارك في مظاهرة صاخبة احتجاجا على مقتل ثلاثة شبان من سكان المدينة حاولوا مغادرة البلاد لمصر قتلوا من قبل جنود حرس الحدود ومثل بجثثهم قبل ان تسلم لأهلهم .
لخلافات سياسية أيديولوجية ترك صفوف الشبيبة الشيوعية واقترب من حركة الأرض وانضم لاحقا الى مجموعة “متسبين” اليسارية . عمل في البناء والمقاولات أحب العمل والعمال . في العام 1977 تعرض لحادث طرق, انقلبت خلاله سيارته في منحدر الياس واحترقت . بعد عام من العلاج شملت 25 عملية عاد الى بيته ليبدأ حياته من جديد .
شملت هذه البداية الدراسة مجددا حيث درس ادارة الحسابات وبدأ مسيرة مهنية جديدة كمدير حسابات ومسوق رئيسي لشركة تراكلين حشمال في القرى والمدن العربية .
عرف في مواقفه الوطنية ونقاشاته السياسية مع زملائه اليهود والعرب من تجار ومسوقين . انضم الى صفوف الحركة التقدمية للسلام ونشط في إقامة فروعها في كافة أنحاء البلاد .
انضم وزملائه في الحركة التقدمية الى التجمع الوطني الديمقراطي الذي شكلته عدة قوى وطنية في العام 1996 ونشط في إنجاح القائمة المشتركة للتجمع والجبهة في انتخابات الكنيست الأخيرة [1996] . نشط في صفوف التجمع وعمل على إقامة وتنشيط فرع التجمع في مدينة حيفا ونشط في هيئاته المركزية المختلفة حيث انتخب لعضوية لجنة المراقبة القطرية . عمل مع عدد من المبادرين وقيادة الحزب على إقامة صحيفة التجمع الوطني “فصل المقال” . كتب فيها ووزعها في مدينة حيفا . تعرف الجيل الشاب من خلال مقالاته على تاريخ حيفا وعمل كل ما في وسعه لفضح سياسة محو الوجود الفلسطيني من معالم حيفا وممارسات بلدية حيفا ضد مواطنيها العرب . دعم وأذاع برامج في عدد من محطات الراديو المحلية, بدأ مؤخرا في توثيق تجربته السياسية – الاجتماعية في كتاب خاص لم يصدر بعد .
لم يكتف بالنشاط السياسي بل قام بالتبرع والتطوع لدعم عدد من الأطر الاجتماعية وحتى الدينية منها جمعية السوار ولجان الاحياء في حيفا . أشغل لسنوات طويلة منصب عضو إدارة في جمعية التطوير الاجتماعي في حيفا وتطوع فيها .
[مقال بقلم عوديد بيلافسكي قد نشر في نفس النشرة: فريد فرح الأممي الإنساني والناصري]