ركاح تسعى الى انتخابات الكنيست التاسعة في لباس جديد .
وهي تظهر قدرا معنيا من الانفتاح ٬ ووافقت على التنازل عن بعض بنود برنامجها ونجحت في اقامة “جبهة ديمقراطية للسلام والمساواة” باشراك قسم من منظمة “الفهود السود” ٬ عدد من رؤساء المجالس المحلية العربية وسواهم .
وازاء استمرار الاحتلال والاضطهاد وسلب الحقوق القومية والانسانية لأبناء الشعب العربي الفلسطيني فقد أصبح من الضروري للغاية بلورة أطر واسعة للنضال السياسي ضد السياسة الاسرائيلية . وحسب اعتقادنا فانه لا ينبغي ربط أطر النضال هذه بمعركة الانتخابات فحسب . بيد اننا لا نعارض مبدئيا الاشتراك في الانتخابات . اننا نعتقد انه يجب توحيد القوى من أجل نضال أشمل وأعرض من النضال البرلماني ٬ من أجل نضال يرتكز على تنظيمات سياسية في المدن والقرى طيلة أيام السنة وليس عشية الانتخابات فحسب .
يستفاد من الاعلان الذي نشرته ركاح في جريدة “هآرتس” (18/1/1977) انه في سبيل تعاونها مع قوى أخرى فان ركاح لا تشرط على هذه القوى اعتبار حل المسألة الفلسطينية والنزاع الاسرائيلي ‒ العربي بواسطة دولتين ٬ شرطا لا يمكن نقضه .
لقد اعتبرنا ذلك تغييرا ايجابيا يفسح المجال أمام سائر القوى المتطلعة الى سلام على أساس المساوات الكاملة والاعتراف المتبادل بالحقوق القومية والانسانية لأبناء الشعبين في هذه البلاد (الشعب العربي الفلسطيني والشعب اليهودي الاسرائيلي) في جبهة واحدة . لذلك فقد وجهنا رسالة خطية الى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي (ركاح) في 27 شباط 1977 واقترحنا القيام بمفاوضات حول امكانيات النضال المشترك وتطويره .
وقد ضمت رسالتنا هذه انه لا يمكن لاطار نضال كهذا تبنى حل معين واحد للقضية الفلسطينية .
لم نحظ بجواب اللجنة المركزية لركاح . لقد جاء الجواب غير مباشر على صفحات الجرائد اليومية . في “هآرتس” 11/3/1977 صدر اعلان عن “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” حيث وردت مفصلة المبادئ الستة المشتركة لمؤلفي الجبهة .
المبدأ الأول ينطوي على حل واحد معين للقضية الفلسطينية : تكون “خطوط 4 حزيران حدود السلام المعترفة والامنة بين دولة اسرائيل والدول العربية . يجب الاعتراف بحق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير المصير واقامة دولة مستقلة الى جانب دولة اسرائيل ذات السيادة” .
وبذلك تكون طريقنا (وطريق كثير سوانا) للانضمام الى جبهة قد أغلقت . لقد حذرنا مرارا وتكرارا في غضون السنوات العشر الماضية ان هذه البرنامج لا يمكن ان يكون حلا للنزاع . لأنه بعد اقامة الدولة الفلسطينية في المناطق التي تخليها اسرائيل ٬ فان المسألة الفلسطينية ستبقى قائمة وبكل حدتها واضحة وملموسة أكثر مما كانت عليه قبل حرب حزيران 1967 :
- “قضية الجماهير الفلسطينية في مخيمات اللاجئين وخارجها ٬ والتي لا تسلّم بواقعية التشريد ٬ الاضطهاد والغربة ٬ مشكلة هذه الجماهير لا تحلّ بواسطة الضفة والقطاع .”
- “قضية نصف المليون فلسطيني في اسرائيل الذين يعيشون فيها كمواطنين من الدرجة الثالثة ٬ تظل قائمة بدون حل .”
- “وبعد الانسحاب تبقى اسرائيل كلب حراسة للامبريالية ٬ ومستعدة للانقضاض والهجوم حال صدور الأوامر عن أسيادها .”
- “قد تتضرر ديناميكية الاستيطان الصهيوني ٬ ولكنها لن تتقف . فستظل اسرائيل الصهيونية تعتبر أن رسالتها الأساسية هي تجميع يهود العالم في “أرض اسرائيل التاريخية” حتى وأن كان ذلك على حساب مصالح سكانها وضد اغراض التطور في المنطقة .”
لذلك رأينا من الضروري تبديد هذه الأوهام التي ينشرها “اليسار الصهيوني” وركاح : كأن اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ستحل والى الأبد النزاع الاسرائيلي ‒ العربي .
ان مؤلفي “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” وعلى رأسهم ركاح قد حالوا دون توسيع الجبهة وحالوا دون انضمام قوى أخرى الى صفوفها ٬ لأنهم أصروا على ادراج حل معين واحد للقضية الفلسطينية في مبادئ الجبهة . ان هذه القوى التي رفضتها الجبهة هي القوى التي تعتبر ان الحل يكون باقامة دولة واحدة في عموم البلاد ٬ أو التي تعتقد ان الحل في اقامة اتحاد فدرالي اسرائيلي فلسطيني ٬ أو القوى التي تعتبر ان الحل يكون عن طريق اقامة اتحاد اشتراكي لسائر المنطقة (مثل منظمتنا “متسبين”) .
وازاء ذلك فان الصيغة السالفة الذكر للجبهة تفسح مجال الانضمام اليها في وجه قوى وأفراد موقعهم على الخارطة السياسية الى اليمين من ركاح . ركاح مستعدة ‒ وأعلنت ذلك مرات عديدة ‒ للدخول في جبهة مع قوى صهيونية أو دينية وفي سبيل ذلك فهي توافق على تقدم تنازلات . لكن ركاح لا توافق على التعاون الجاد مع قوى معادية للصهيونية .
“لقد أقيمت الجبهة من منطلق المسؤولية التاريخية لمصير شعبينا ٬ ومن ادراك الضرورة العليا لتوحيد سائر قوى السلام ٬ الديمقراطية والتقدم الاجتماعي في اسرائيل” . هكذا ورد في اعلان الجبهة . كيف يمكن توحيد كل هذه القوى اذا كانت المبادئ الأساسية للجبهة توصد الباب وعن عمد في وجه القوى المناضلة باستمرار ضد الاحتلال ومن أجل الاشتراكية ؟
قادة ركاح قلقون
لا يمكن انكار ان ركاح هي القوة الرئيسية داخل الجبهة . ولا عجب ٬ فالحزب الشيوعي لا يزال الجسم المنظم الأكبر في اليسار الاسرائيلي . لكن ركاح مع مر السنين ٬ دفعت كثيرا من العرب واليهود الى الخروج عليها . ارتباطها بالاتحاد السوفيتي والذي تجلى تأييد النظام السوفيتي وتبرير أعماله كلها ٬ أبعد عنها (ركاح) كثيرا من الديمقراطيين والاشتراكيين .
وفي نضالها اليومي نجحت ركاح في صد كثير من الناس عن مشاركتها في النضال ضد الاحتلال ودفاعا عن الحقوق الديمقراطية ٬ بعد ان كانوا مستعدين لذلك . زعماء ركاح يخشون ان روح النضال المتعاظمة في السنة الأخيرة قد تؤدي الى اضعاف نفوذهم بين الجماهير الفلسطينية في اسرائيل أي زعماء ركاح يعتبرون هذا التأثير كنزهم الخاص ولا يودون مشاطرته مع أحد . مثلا يخشى زعماء ركاح تعزيز استقلالية الطلاب العرب في الجامعات ومن تحول لجان الطلاب العرب الى أجسام مستقلة غير راضخة دائما لسيطرة الحزب . يخشى زعماء ركاح مثلا التنظيم المستقل في القرى العربية مثل القوائم غير الحمائلية (أبناء البلد في أم الفحم ٬ النهضة في الطيبة وجبهة أبناء نحف وسواهم) مجمل القول : يخشى زعماء ركاح وضعا جديدا لا يكون فيه الحزب الشيوعي القوة الواحدة غير المرتبطة بالسلطات في صفوف الجماهير الفلسطينية في اسرائيل . لذلك فان زعماء ركاح يعتمدون سياسة واضحة تجاه هذه القوى “من لا يرضخ لشروطي فهو عدوي” . ولذلك فان زعماء ركاح على استعداد لدخول جبهة سوية مع رؤساء سلطات محلية عربية معروفين بعلاقاتهم الطيبة مع الأحزاب الصهيونية السلطوية ٬ ولكن زعماء ركاح غير مستعدين لدخول جبهة مع الفلسطينيين الذين يأبون ان يكونوا اذنابا للسلطة ويأبون ان يكونوا اذنابا لركاح .
الثورة الاشتراكية
ومواقف قادة ركاح في القضايا الجبهوية لا تختلف عن مواقفهم في الاشتراكية . فاذا مروا بالاشتراكية مرو بها كراما ٬ واذا كانت “الثورة الاشتراكية” قائمة لا تزال في معجماتهم فهي تعني حزبهم وعي تعني زعامتهم . وهم يؤمنون لا اشتراكية الا بحكم الحزب الشيوعي ٬ لأن حزبهم كما هو مشهور واحد أحد فرد صمد ٬ قبل الثورة في غضونها وبعدها !
اننا على النقيض من رجال ركاح نعتقد ان هدف الثورة الاشتراكية هو ايصال الجماهير الكادحة والمستغلة الى السلطة ٬ وليست غاية الثورة الاشتراكية ايصال الحزب الى السلطة ! اننا نعتقد ان مهمة المنظمة الثورية أو الحزب الثوري ليست السيطرة على زمام السلطة أو الاحتفاظ بها ٬ بل مهمة المنظمة الثورية أو الحزب الثوري هي العمل بأقصى طاقاته من أجل استيلاء المجالس المنتخبة بواسطة الجماهير على السلطة واحتفاظ هذه المجالس بالسلطة . ان استيلاء هذه المجالس المنتخبة ‒ والتي تسمى سوفيتات ‒ على السلطة يشكل معلما وخطوة حاسمة للثورة الاشتراكية .
اننا نعتقد ان منظمتنا تمثل خطا اشتراكيا ثوريا صحيحا ٬ لكننا لا ننفي وجود منظمات أخرى وأحزاب أخرى تمثل برنامجا وخطا ثوريا . واختلاف في الرأي مع غيرنا من الثوريين لا يجعل منهم خونة وعملاء للعدو الطبقي ٬ بالاضافة الى ذلك فان الخلاف في الرأي بين الثوريين لا يبطل الامكانية لجبهة محاربة ضد أعداء الثورة وضد المستغلين والمضطهدين . ومن المؤسف ان زعماء الحزب الشيوعي يعتقدون خلاف ذلك .
مأجورو الأحزاب
“الدفاع عن حقوق العمال ومصالحهم” ‒ مبدأ هام ٬ ورد ضمن المبادئ الستة للجبهة . فماذا تقترح ركاح والجبهة التي تقف في طليعتها ركاح ٬ على جماهير العمال ؟
في الوقت الذي يتعاظم فيه النضال الطبقي ٬ وفي الوقت الذي فيه يزداد العمال الذين يدركون ان الهستدروت ليست نقابة مهنية ٬ الذين يدركون ان الهستدروت ذراع للسلطة تخدم مصالح أصحاب الأعمال وأرباب الرساميل ٬ في هذا الوقت تأتي ركاح وتضفي طابع الشرعية الشيوعية على الهستدروت بأنها نقابة مهنية . في الوقت الذي فيه يفكر العمال بالخروج من الهستدروت واقامة نقابة مهنية حقيقية فان ركاح لا تذخر جهدا في ثنيهم عن ذلك .
وفي اطار الهستدروت أيضا فان نشيطي ركاح يمارسون سياسة متهادنة . لا يطالبون بتغيير بنية الهستدروت . ركاح معنية بالضغط على قيادة الهستدروت ٬ وبزيادة نفودها كحزب داخل مؤسسات الهستدروت وركاح لا تنزعج لوجود نشيطي أحزاب في مؤسسات الهستدروت ٬ بدل ممثلين مباشرين للعمال في أماكن العمل ٬ وركاح لا تذكر شيئا ولو كلمة واحدة عن مهمة الهستدروت وفعاليتها كأداة بيد الحركة الصهيونية . لأن ما تريده ركاح هو : زيادة عدد الكراسي المخصصة لنشيطيها ٬ وكأنها تحل بذلك مشاكل العمال .
مكانة المرأة
واحد مبادئ الجبهة يتناول “ضمان مساواة حقوق المرأة في جميع المجالات” . لعل ادراج وضع المرأة في المجتمع في مقام محترم كهذا ٬ يشير على تغيير ايجابي في موقف قادة ركاح من قضية اضطهاد المرأة .
وركاح تحتفظ بمنظمة دمى للنساء تحت رعايتها وتسمى “حركة النساء الديمقراطية” . زعماء ركاح يقيمون تنظيما منفردا للنساء طالما انه لا يتمتع بصيغة استقلالية . وعندما تنظمت الحركة النسائية وهي “منظمة جبهة” لنساء من طبقات مختلفة وذوات اراء سياسية مختلفة ٬ عندئذ اعتبرتها ركاح عاملا سلبيا . حسب رأي زعامة ركاح تنظيم النساء يمكن ان يكون ايجابي فقط عندما يكون تحت نفوذ الحزب الشيوعي .
وفي صفوف الجماهير الفلسطينية في اسرائيل حيث يوجد لركاح قدر كبير من النفوذ ٬ فان الحزب يحترس من نقد مواضيع “حساسة” لها صلة بالدين والتقاليد ومؤسسة الحمولة . وهذه بالواقع هي المؤسسات التي تضمن استمرار اضطهاد المرأة داخل المجتمع الفلسطيني ٬ وأكبر دليل على سياسة الحزب هذه هو العدد الضئيل من العضوات في الحزب والعدد الضئيل من النساء في مؤسساته .
يدأب الحزب الشيوعي الاسرائيلي (ركاح) على اقامة قدر من “التوازن” بالخفاء ٬ بين الأعضاء العرب والأعضاء اليهود في مؤسسات الحزب العليا . والقانون غير المكتوب ينص على وجوب أكثرية للأعضاء اليهود في المؤسسات العليا دائما . وعلى ما يبدو ٬ فان علة ذلك هو وجود الحزب في دولة ذات أكثرية يهودية . في سنوات العشرين ٬ مثلا قام الحزب الشيوعي الفلسطيني بتعريب مؤسساته بسبب وجود أكثرية عربية وقتئذ في البلاد . (وبالمناسبة اذا كان “انتخاب” مؤسسات الحزب يتم وفقا لتركيب السكان في جميع البلاد فلماذا ؟ الا ليت شعري ٬ ليس للاناث مثل حظ الذكور من الوظائف . والاناث نصف البشر ؟!) .
واذا كانت الأماكن المضمونة في قائمة الجبهة للكنيست تحجز حسب أصل المرشح فالنتيجة هي ان المرشحين جميعا عربا ويهودا من الذكور فقط .
* * *
- بيننا وبين الحزب الشيوعي الاسرائيلي (ركاح) خلاف في الرأي عميق حول جوهر الاشتراكية والطرق لدفع قضية الثورة الاشتراكية الى الأمام ٬ وحول الوسائل لحل المسألة القومية .
- نحن ننتقد بشدة طابع الجبهة التي اقامتها ركاح وبرنامج هذه الجبهة . هذه الجبهة ليست ثابتة بمطالبها الديمقراطية لأن المطالب الديمقراطية الثابتة هي حتما مطالب مناهضة للصهيونية . وهذه الجبهة اوصدت الباب في وجه شركاء احتماليين .
- ازاء الطريق غير الثوري للحزب الشيوعي فاننا نقترح طريقنا نحن .
- ازاء الجبهة التي اقامتها ركا فاننا نقترح فكرة لجبهة أخرى ٬ لا تفرض على مؤلفيها البرنامج السياسي لركاح والاتحاد السوفيتي .
رغم ذلك ‒ لا تمتنعوا
جاء في أحد المبادئ الرئيسية لمنظمتنا : “وكجزء من النضال من أجل هذه الثورة (الثورة الاشتراكية) ٬ تقوم متسبين بالنضال من أجل اسقاط النظام الصهيوني والغاء كافة المؤسسات والقوانين واللوائح والتقاليد التي يرتكز عليها …” وبهذه الروح نشرنا في العدد الماضي من متسبين (رقم 80) دعوة لاقامة جبهة يكون برنامجها قائما بشكل أساسي على البنود المتعلقة بالغاء كافة المؤسسات ٬ القوانين ٬ الأنظمة والأعراف التي يرتكز عليها النظام الصهيوني . مثل الغاء أنظمة الطوارئ ٬ النضال ضد مصادرة الأراضي العربية ٬ الغاء قانون العودة ٬ الغاء المؤسسات الصهيونية ٬ الوكالة اليهودية و”مؤسسة أراضي اسرائيل” (القيرن قييمت) .
لغاية الآن لم يقم أي اطار ديمقراطي مثل هذا ٬ والتبعة على ركاح وعلى سواها . فالتردد وانعدام الثقة بنجاح التنظيم ٬ تقعد الكثيرين عن النهوض لقامة اطار كهذا فورا ٬ اطار كان قادرا على خوض الانتخابات بقائمة خاصة به . ولكن بانعدام مثل الجبهة فاننا نقف امام السؤال ‒ ما العمل في انتخابات 1977 ؟
نحن نعلم ان هنالك غير قليل من العرب واليهود يقولون بأنه ليس ثمة أحد جدير بأصواتهم . هؤلاء العرب واليهود يناهضون الاحتلال ٬ يناضلون ومستعدون لمواصلة النضال من أجل احترام الحقوق الديمقراطية لجميع مواطني اسرائيل ٬ ويعارضون سياسة الحكومة المعادية للعمال . لكنهم لا يرون في الجبهة التي أقامتها ركاح اطارا مناسبا لهم . ولذ فانهم مزمعون الامتناع عن الادلاء بأصواتهم .
اننا نفهم تفسيرات هذه الفئة وعواطفها لكننا لا نستطيع ان نبرر عدم تصويتهم . لقد شهدت السنوات الأخيرة الانزلاق اليميني لدى يهود اسرائيل ٬ ويتعاظم خطر تشديد وسائل القمع والمس بالحقوق الديمقراطية : حرية التعبير ٬ حرية التنظيم وحرية الاضراب . ان قائمة “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” رغم كل عيوبها ومثالبها تشكل اطارا غير صهيوني بمشاركة يهود وعرب ٬ وسيرفع ممثلوها أصواتهم في الكنيست دفاعا عن الحريات الديمقراطية . ولن تتكسر بذلك امواج اليمين . لكن قائمة “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” هي القائمة الوحيدة التي يشكل التصويت من أجلعا على الأقل احتجاجا ضد اليمين وضد سياسة الحكومة أيضا .
يجب تركيز الاذهان لما هو متوقع بعد الانتخابات . علينا الا ننجر وراء الأوهام التي يبثها المتنافسون في الركض الى الكنيست ٬ لن يكون هنالك تغيير جوهري سواء حازت قائمة الجبهة ستة أعضاء أو سبعة .
اننا نصوت من أجل “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” لانتخابات الكنيست التاسعة ٬ ومع ذلك نواصل تكريس جهودنا لاقامة اطر لنضال سياسي لممارسة النضال اليومي المستمر ٬ ليس عشية فترة الانتخابات فحسب وانما في سائر أيام السنة .
- ضد الاحتلال !
- ضد الاضطهاد القومي !
- ضد التمييز العنصري !
- من أجل الاعتراف بالحقوق القومية والانسانية لأبناء الشعب العربي الفلسطيني حيث كانوا !
الاشتراك في هذا النضال ممكن لجميع الذين يؤمنون انه لتحقيق السلام الحقيقي ‒ حل النزاع الاسرائيلي ‒ العربي جذريا ‒ يتوجب النضال من أجل الغاء الصهيونية في اسرائيل ومن أجل ارساء علاقات الشعبين ‒ الشعب العربي الفلسطيني والشعب اليهودي الاسرائيلي ‒ على أساس من المساواة الكاملة .
مركز المنظمة الاشتراكية الاسرائيلية “متسبين”
20 اذار 1977